وإِذا جاءَ ابنُ الإِنسانِ في مَجْدِه،
تُواكِبُه جَميعُ الملائِكة، يَجلِسُ على عَرشِ مَجدِه،
تشير عبارة " ابنُ الإِنسانِ" الى إحدى الألقاب المُميَّزة للسيد المسيح، حيث فضَّلته الجماعة المسيحية الأولى على سائر الألقاب التي أطلقتها عليه (متى 8: 20 و11: 19 و17: 13 و27 24: 30). وسُمِّي يسوع بذلك بيانا لاتحاد لاهوته بناسوته، وتكرّر هذا اللقب خمسين مرة في الإنجيل. ويُعزي بعض المفسّرين هذا اللقب الى ما ورد في حزقيال النبي "يا ابنَ الإِنسان " (حزقيال 2: 1)؛ لكن أكثرهم يردّونه الى التقليد الرؤيوي " كنتُ أَنظر في رُؤيايَ لَيلاً فإِذا بِمِثلِ آبنِ إِنسان آتٍ على غَمامِ السَّماء فبَلَغَ إِلى قَديمِ الأَيَّام وقُرِّبَ إِلى أَمامِه"(دانيال 7: 13)، وفي هذا التقليد سيأتي ابن الانسان في اليوم الأخير ليدين الخاطئين ويُخلّص الأبرار. فالمسيح حين يأتي ليدين العالم لا يأتي بمجرد لاهوته بل بطبيعته " لِأَنَّ الآبَ لا يَدينُ أحَداً بل أَولى القَضاءَ كُلَّه لِلاِبْن"(يوجنا 5: 22).