|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم العذراء الأمّ الحزينة مريم هي من سبط يهوذا، والدها يواكيم بن يونان بن لعازر من قبيلة داوُد، وامّها حنّة. حبلت بيسوع وهي عذراء، وكرّست حياتها لتربيته ورعايته. وحين بلغ سنّ الرجولة، وبدأت آمالها تتجسّد فيه، ألقي القبض عليه وحُكِمَ عليه بالإعدام صلباً كأشدّ المجرمين شرّاً. الموقف الأوّل : مريم تشهد بنات أورشليم يبكين ويلطمن يائسات، وهي تتبعه صامتة على عادتها وتتأمّل من دون أن تدرك عمق ما يحدث. سيف اجتاز قلبها كما أنبأها سمعان الشيخ. وهي تتأمّل الألم وبشاعة البشريّة. كثيراً ما نتهاون مع الشرّ ولا نراه لأنّنا لا نتأمّل الحياة ولا ننتبه إلى الشرّ الّذي يحاول إغواء الناس وقتل الأبرياء، وإزالة أثر الله في الحياة، فنبكي ونلطم من دون أن ندرك. الموقف الثاني : مريم عند صليب ابنها والحزن يغمر قلبها. الأناجيل لا تقول شيئاً أكثر عن هذه الوقفة. كانت تقف. ومَن يقف يسمع؛ يرى؛ يعاين. لقد أثارت هذه الوقفة مشاعر الفنّانين من رسّامين وموسيقيّين فألّفوا روائع الأعمال الفنيّة انطلاقاً من جملة وجيزة: وكانت مريم تقف عند الصليب. ما الّذي كانت تفكّر به مريم في وقفتها؟ دائماً كلمات سمعان الشيخ وكأنّها لازمة لأنشودة حزنٍ لا ينتهي: «وأنتِ سيخترق قلبك سيف ...» (لو 2: 35). فلنتوقّف نحن أيضاً أمام الصليب مع مريم ولنتأمّل. ما الّذي سنشاهده؟ ما الّذي سنسمعه؟ ما الّذي سنراه؟ ولكن أين الصليب؟ إنّه في كلّ بائسٍ تلتقيه. في كلّ مريض وكلّ معوز وكلّ حزين. هل يمكنك التوقّف للتأمّل أم تتوقّف فقط للفرجة كما يتوقّف الناس أمام بيتٍ يحترق أو حادث سيّارة؟ الموقف الثالث : «يا يوحنّا هذه أمّك!» (يو 19: 27). لم تناقش مريم رغبة ابنها عند سماعها هذه الجملة. كانت تعلم أنّه يحبّها، وأنّه في أصعب لحظات حياته، لم يتقوقع في آلامه، بل فكّر بها وقلق عليها. لقد منح يسوع أمّه للإنسانيّة من خلال يوحنّا. إنّها أمّنا مريم. مريم أمّنا، وكما تعلّم الأمّ أولادها فلسفة الحياة، تعلّمنا أنّ أفضل خدّام الله هم أشخاص عاديّون «نظر إلى تواضع أمته» وأنّ خطط الله أحداث غير عاديّة تتمّ من خلال أشخاصٍ عاديّين. وأنّ قيمة الإنسان في نظر الله تكمن في مدى استجابته لكلّ ما هو غير متوقّع وأخيراً يا صديقي: أيّ موقفٍ من هذه المواقف الثلاثة تعيشه أو عشته، وما الّذي ينبغي عليك أن تفعله؟ |
|