|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا كيرلس السادس رجل تعمير: كان البابا كيرلس رجل تعمير في كل مكان حل فيه. ففي طاحونة الهواء في مصر القديمة بنى فيها حاجزًا ومذبحًا، ومهد المكان ليعد فيه كنيسة صغيرة لحياته الخاصة. وكان يقيم القداس يوميًا. ويأتي إليه أحد الشمامسة في الرابعة صباحًا في ذلك المكان النائي لكي يشترك معه في خدمة القداس. .. وهذا دليل على محبة الناس له. وعندما ذهب إلى مصر القديمة بنى هناك كنيسة وبيوتًا وعمَّر المكان، وأوجد هذه الفكرة الجميلة لرعاية الطلبة الجامعيين في حضن الكنيسة. فالطالب يحضر القداس اليومي ويكون تحت إشراف الراهب ورعايته، ويأخذ اعترافه ويوجهه إلى طريق الله.. وتعميره لهذا المكان سبب تعمير المنطقة كلها – فإني أتذكر عندما كنت ساكنًا هناك كانت المنطقة كلها مزارع، وبإنشاء هذه الكنيسة تَشَجَّع كل واحد واشترى قطعة أرض وبناها سكنًا لنفسه وعمَّر المكان ، وصار هذا المكان يشع بالروحانية وله طابع خاص. وعندما رُسم بطريركًا اهتم بالتعمير أيضًا. فبنى هذه الكاتدرائية الضخمة التي نقف فيها الآن وبنى الكلية الإكليريكية ومنزل الطلبة الملحق بها ومبنى المطبعة ورمم الكنيسة المرقسية الكبرى. وبُني في عهده عشرات الكنائس الجديدة وبَنَى دير مارمينا في صحراء مريوط وانتهى من بناء كنيسة متوسطة الحجم وقلالي الرهبان واستراحة للضيوف. ووضع أساسًا لكاتدرائية ضخمة، وكنت أراه بنفسي في كنيسة مارمينا يقف في وسط العمال ويشرف على البناء بنفسه.. ويكاد يكون كل مكان من تخطيطه ومن رسمه وإرشاده كشخص خبير في البناء.. كان شعلة من النشاط لا يهدأ، ولا يعطي راحة لنفسه، وكان الكثيرون ينصحونه بأن يستريح وأن يخفف من العمل، ولكنه في عمق مرضه كان يسأل عن الكنيسة وعن أخبارها، وهكذا قضى الفترة التي تصل إلى نحو 12 سنة وكأنها جيل كبير مملوء بصالح الأعمال. وبالمفاهيم الصالحة.. |
|