|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمعان ومجد السخرة وهذا يأتي بنا آخر الأمر إلى مجد هذه السخرة الخالد، لست أعلم كم خطوة خطاها سمعان، وهو يحمل الصليب، ولكن هل أدرك سمعان في تلك اللحظة أنه يخطو إلى الخلود، وأن الطريق دائمًا مفتوح للخلود لكل من يحمل الصليب خلف المسيح، وأن أعظم الملوك والأبطال الذين ظهروا على الأرض فيما بعد، حسدوا سمعان، وتمنوا لو أتيح لهم الشرف الذي ظفر به القيرواني القديم، أجل، لقد حسب موسى عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، وخسر بولس كل الأشياء وهو يحسبها نفاية من أجل المسيح، والجراح التي أصيب بها في معارك الصليب أضحت أوسمته الخالدة التي يضحمل ازاءها أعظم الأوسمة على هامات الرؤوس أو صدور الأبطال في التاريخ! ... بعد أن قبض النازيون على دكتور مارتن نيوملر، ذهب دكتور ترنز وهو قسيس أمريكي إلى زيارة والديه، وقال الأب عند توديع الزائر : عندما تذهب إلى أمريكا لا تتأثر على والد ووالدة مارتن نيوملر. يمكنك أن تشفق على أي تابع للمسيح لا يعرف عظمة الفرح الموضوع أمام الذين يحتملون الصليب محتقرين العار. نعم إنه أمر مروع أن يكون لنا ابن في المعتقل ونحن ندرك ذلك، ولكن كان يمكن أن يكون هناك شيء أشر من ذلك، لو أن الله طلب شهيدًا ورفض ابننا مارتن أن يكون ذلك الشهيد!! لقد أصبح سمعان القيرواني مع التاريخ نموذجًا ومثالاً رائعًا لكل من يتحمل الألم من أجل المسيح، ولقد قيل إن واحدًا من مشاهير خدام الله، ضاق بالاضطهاد والظلم الذين أطبقا عليه من كلجانب، وكان يقرأ ذات يوم الكتاب المقدس، وإذ به يتوقف ويصرخ : يارب أرجوك أن تعطيني تشجيعًا أو وعدًا يملأ قلبي بالراحة والسلام، وأغلق الكتاب ثم عاد ليقرأ فإذا بعينيه تقعان على القول : «فسخروا رجلاً مجتازًا كان آتيًا من الحقل وهو سمعان القيرواني» وصرخ الرجلأمام الله وهو يقول : هذا كثير يارب ولست أستحق أن أكون سمعان القيرواني الذي يحمل الصليب خلف يسوع!! نال سمعان بركة عظيمة من تلك اللحظة، وعندما أراحه الجند الرومان من حمل الصليب عند هضبة الجلجثة، كان شيئًا عجيبًا أن الرجل ارتبط بالصليب بعد ذلك، وعاش ليحمله،وفي مدينة أنطاكية كان على الأغلب واحدًا من القادة الخمسة للكنيسة هناك : «وكان في أنطاكية في الكنيسة هناك أنبياء ومعلمون برنابا وسمعان الذي يدعى نيجر ولوكيوس القيرواني ومناين الذي تربى مع هيرودس رئيس الربع وشاول» (أع 13 : 1) وفي رومية وفي تحية بولس للكثيرين فيها تأتي هذه التحية العظيمة : «سلموا على روفس المختار في الرب وعلى أمه أمي» (رو 16 : 13) ويرجع أنها تحية لزوجة سمعان وابنه روفس اللذين كانا على قيد الحياة، ومن بين المسيحين البارزين بعد موت سمعان وألسكندرس، ومن المعتقد أن البيت كله لم يتحول للمسيحفحسب، بل أصبح أكثر من ذلك واحدًا من البيوت العظيمة التي أدت أعظم الخدمات للمسيح وإنجيله المبارك! جاء الكسندرس روفس ذات يوم إلى أبيهما وصاحا : يا أبانا لقد عشنا نغبضك على فعلك العظيم، عندما حملت الصليب وراء المسيح، وكدنا نحسدك. ولكننا لا نفعل اليوم لأن السيد دعانا إلى صليبه، ولبينا النداء مثلك إذ قال : «إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني» (مت 16 : 24) واحتضن سمعان وزوجته الولدين وغنى الجميع أغنية الصليب، والتي يتغنى بمثلها ملايين الناس على هذه الأرض! قابلا حمل صليبياتبع الفاديالأمين راضيًا إنكار نفسي وارتدا العار المهين فهو لي أسنى نصيب وهو مولاي القريب إن جفاني الناس طرا فهو لي أسنى نصيب |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس باسيليوس وأحد السحرة الكفرة |
ولدي سمعان القيرواني |
الصخرة المضروبة ومجد الله |
سمعان وآلام السخرة |
سمعان وسر السخرة |