|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أنبياء العهد القديم وُجد الأنبياء منذ البداية عندما عقد الله الآب عهداً مع الشعب الذي آمن به فصار إلهه المعبود. بِدءاً من موسى وأخوَيه مروراً بصموئيل وجماعة الأنبياء وبداود الملك وأنبياء بلاطه كناتان النبي، وانتهاءً بالأنبياء الشعبيين ويمثلهم ايليا النبي وتلميذه اليشاع. هؤلاء جميعهم لم يكتبوا نبوءاتهم إنما كانت تُلقى إلى الشعب الذي حفظها وذَكَرها في بعض نصوص العهد القديم، وكان أنبياء هذه الفترة يشكلون السلسلة المتصلة التي بدأت من موسى والعهد الذي أبرمه الله معه في سيناء، وملتزمين مع داود وعائلته الأبدية المسيحانية، ومع تابوت العهد والهيكل اللذان يمثلان رموز العبادة الأصلية للإله والمتجذرة بالتقليد المتوارث. في القرن الثامن قبل المسيح، تحول هذا التيار النبوي القديم الذي كان يتحرك باندفاع وحرارة الروح، إلى تيار نبوي مكتوب مؤَسَّس على الكلمة والدعوة الخاصة. نميز بين هؤلاء الأنبياء: أنبياء ما قبل السبي إلى بابل، وكانت غايتهم الرئيسية تعنيف ضد البلاط، وضد الرؤساء، وضد الشعب، الذين كانوا يخونون تقليد موسى، عائشين في شَرْك عبادة الإله الآلهة الأخرى. وكان خراب السامرة وأورشليم تأكيدٌ لما أنبؤوا به. ويمثلهم عاموص وهوشع واشعيا الأول وناحوم وحبقوق وارميا، فهؤلاء الأنبياء الذين كتبوا قبل السبي وعظوا ضد تفسير بعض عقائد الإيمان وكأنه أمر سحري، مثل: إن أورشليم آمنة دوما لأنها مدينة الله، وان سلالة داود أبدية، والحماية الإلهية الدائمة للشعب المختار. كلها حقائق موحاة، لكنها مرتبطة بالتمسك بالعهد وبالعبادة الداخلية والروحية، وهذا ما لم يعد متوفراً في الملوك، والرؤساء والشعب، فقد غدوا كلهم مشركين. ويأتي بعد ذلك أنبياء فترة السبي، وفي خلال هذه الفترة وضع الأنبياء سلسلة من النبوءات المعزية، كي يدعموا الشعب الذي وقع في اليأس، ممن بقي أو ممن سُبي، محرضينهم على النظر إلى ما بعد فترة الامتحان، إلى صهيون الجديدة المطهرة من قِبَل المسيا. ويمثلهم حزقيال وارميا واشعيا الثاني، هؤلاء الأنبياء تطرقوا إلى مواضيع مشتركة، مثل: تعزية المسبيين الذين في آلامهم يتطهرون من آثامهم القديمة ومن ثقتهم ببعض العقائد الإيمانية القديمة كأنها سحرية: كاختيار إسرائيل كشعب الله، والإيمان بأبدية بيت داود، والإيمان بقداسة الهيكل وبالعبادة الخارجية؛ وتكلموا عن الرجاء بخروج جديد، أفضل من الأول، مع عهد جديد مكتوب في القلوب مع تحوّل القديم إلى جديد والالتزام الفردي به؛ إصلاح صهيون المقدسة، المتحولة إلى جنة أرضية، كلها قداسة وطهارة؛ الانتصار على الأعداء التقليديين لمركزية الإله في الجماعة، خصوصا على بابل التي تجاوزت دورها كـ"مطرقة" الله. ثم أنبياء ما بعد السبي وفترة الإصلاح، تمتد هذه الفترة من قورش إلى الاسكندر الكبير، ركّز الأنبياء كلهم، وكل واحد بحسب طبعه وميله وبحسب الجماعات التي يتوجهون إليها، على "الإصلاح". بعضهم يقفون عند الإصلاح المادي. وآخرين ينشغلون بإصلاح كوني، يتمركز في صهيون المقدسة، وهو مكان اللقاء للـ"العائدين" وللأمم المهتدية. وهناك مجموعة ثالثة تتكلم ببساطة عن إصلاح كوني غير مركزي. من هؤلاء الأنبياء دانيال (1-6) واشعيا الثالث وحجاي وزكريا (1-8) ويونان ويوئيل. إن أنبياء هذه الفترة تأملوا بإصلاح شامل: إعادة بناء الهيكل وأسوار مدينة الحضور الإلهي وروحنة صهيون المقدسة؛ وعودة المسبيين واهتداء الأمم كلها؛ وإعادة قيام خيمة داود عند ظهور إشعاع الشرق الحقيقي؛ وإصلاح الشريعة في الشعب وإطلاق القانون الذي يعظه عبد يهوه لكل الشعوب؛ وحياة سهلة تكون في جنّة أرضية جديدة وقبول تحمل الألم بدلا عن الآخرين محبة لكل الناس. الفترة الهلينية. بعض الأنبياء الذين خاب أملهم من الأسلوب الإصلاحي الذي تحقق، أن كان أولئك ذوي الطابع الوطني، أو ذوي الطابع الكوني، إن كان المركزيين أو اللا مركزيين، حلموا بأن يتحول هذا العصر الشرير بواسطة تدخل مباشر من الله، الذي يفتتح ملكوت "ابن الإنسان" وقديسي العالي (تيار رئوي). يوصف المسيح المرغوب به من قِبَل هؤلاء الأنبياء بأنه: سيصل أورشليم، وسيكون متواضعاً وعادلاً، راكباً جحشاً مثل المواهبيين القدماء، مفتتحاً ملكوتاً سلامياً عالمياً. عندها ستصبح فلسطين كلها فردوساً مفتوحاً وكل الشعوب ستهرع إليها لتحتفل، بالقداسة، بعيد الأكواخ. أنبياؤه باروك ورسالة أرميا. هؤلاء الأنبياء يحولون الخلاص إلى العصر الآتي، وينسبونه إلى ابن الإنسان، وهو كائن آت من السماء. فترة التيارات الصوفية والمسيحانية. كان التعليم الرسمي في هذه الفترة يقول بان سلسلة الأنبياء قد توقفت، ولا يمكن لأحد أن يزيد شيئا جديدا على النبوءات القديمة. وكان يُنتَظر فقط وصول المسيح، لكي يقرر في مسائل بقيت معلقة (1مكابيين 4/46). وبسبب هذا الإيمان، انتهت النبوءة من اليهودية الرسمية وتراجعت إلى التيارات الصوفية والمسيحانية. 1) أنبياء الصدوقيين. بالنسبة لهم فان الحبر الأعظم وحده يحوز على التقدير الذي كان للأنبياء، لأنه الشخصية الوحيدة التي كانت تستطيع أن تحتك، في قدس الأقداس، مع الألوهية، والذي يحمل اسمه على جبينه. فقط هو، لأجل أسباب الخدمة، كان بإمكانه التنعم بالتواصل الإلهى، ولذلك يعتبر الخليفة الرسمي للأنبياء القدماء. 2) أنبياء الحسانيين. في تيار الحسانيين وُجد منهم أفراد آمن بهم معاصروهم واعتبروهم كأنبياء حقيقيين.وفي الحقيقة أن النبوة في الفترة القريبة من المسيح كانت قد اختلطت مع مهمة الكهنة ومع موهبة الصوفيين الذين يستكشفون المستقبل، من خلال تفسير الأحلام، وتفحص أسرار الأنبياء القدماء، باستعمال موهبتهم في تفسير الكتب المقدسة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بعض أنبياء العهد القديم والجديد |
شهادة أنبياء العهد القديم والأدلة على صدقها |
خاتمة أنبياء العهد القديم |
النبي اليشع أحد أنبياء العهد القديم |
هل تنبّأ أنبياء العهد القديم عن لاهوت المسيح؟ |