منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 10 - 2023, 10:54 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,265,729

إنَّنَا نُبشِّرُ بِمسيحٍ مَصلوب (1قور 23:1-24)



إنَّنَا نُبشِّرُ بِمسيحٍ مَصلوب، قُدرَةُ الله وحِكمةُ الله
(1قور 23:1-24)



عيدُ اِرتفاعِ الصّليب



لا عَلامةٌ يَفتخِرُ بها الْمَسيحيّون أَينَمَا كانوا كَعَلامَةِ الصّليب! فَالصّليبُ فَخرُنا وعُنوانُ رَجَائِنا. وهوَ أبرَزُ عَلاماتِ إيمانِنا، الّذي بِهِ تَتَزيَّنُ مَسَاكِنُنَا، ونَرسِمُهُ عَلى أَجسَادِنَا وِقايَةً وحمايَة، وبِهِ نَستَهِلُّ وبهِ نُنْهي يَومَنَا وكُلَّ أعمالِنَا. وإنْ كانَ في نَظرِ الكَثيرين، جَهالَةً وضُعفًا وكُفرًا، فَهوَ لَنَا أَدَاةُ خَلاصٍ نَعتزُّ بِها، وجِسرُ عُبورٍ مِنَ الْمَوتِ إلى الحياة، ومِن دارِ الفَنَاءِ إلى دَارِ البَقَاءِ الأبَديّ. الصَّليبُ هوَ وِسامُ الشّرفِ الّذي يُشَرِّفُ كُلَّ مَسيحيّ، وهوَ شَهادَةُ التَّلمَذةِ الحَقيقيّةِ الّتي يحمِلُهَا تِلميذُ يَسوعَ الْمَسيح، فَ: ﴿مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعني، فَلْيزهَدْ في نَفسِه، ويحمِلْ صَليبَهُ ويَتبَعني﴾ (مرقس 34:8).



الصَّليبُ هوَ العَلامَةُ الْمَرئيّةُ للخلاصِ الّذي تَمَّ، والّذي حُزنَاهُ في الْمَسيحِ يَسوع، لأنْ لا أحدَ يَنَالُ الخلاص إلّا بِيَسوعَ الْمَسيحِ الْمَصلوب، مُخلِّصِ البَشرِ أَجْمَعين. وبُولسُ الرَّسول لَمَّا أَرادَ أَنْ يُخاطِبَ جماعَةَ قورنتوس، لَمْ يخجَل بِأنْ يُبَشِّرَهُم قائِلًا: ﴿إنَّنَا نُبشِّرُ بِمسيحٍ مَصلوب، عَثارٍ لليهودِ وحماقَةٍ للوَثَنيّين، وَأَمَّا لِلمَدعويّن، فَهوَ مَسيحٌ، قُدرَةُ اللهِ وحِكمَةُ الله﴾ (1قورنتوس 23:1-24). فالّذي يَبدو للنّاسِ ضُعفًا وغَبَاء، هوَ لَنَا تمامُ القُدرَةِ والعزّةِ والحِكمَةِ الإلهيّة.



في عيدِ ارتِفاعِ الصّليب، والّذي يَكتَسِبُ عِندَنا في الشِّرقِ بُعدًا احتفالِيًّا، يَزخَرُ بالرّموزِ والْمَعاني الجَميلَة، دَعونَا لا نَنْسَى أنَّ الصَّليبَ يَظلُّ أَدَاةً وَحشيّةً، اِستُخدِمَت لإنزالِ أَقسَى أَنواعِ الألمِ وأَبشَعِ العَذَاباتِ، بالضَّحيّةِ الْمُعَلّقةِ عَليه! هَذهِ العَذاباتُ الّتي كَابَدَها رَبُّنا يَسوعُ الْمَسيحُ مِنْ أَجلِنا، سَبيلًا لِتحقيقِ خَلاصِنَا. دَعونَا لا نَنسَى أنَّ القِصّةَ لَو انْتَهت بِمَشهدِ الصَّلبِ والْمَوت، لَكُنّا أَكثرَ النّاسِ يأسًا وخَيبَة.



ولذلِك، إنْ كَانَ بُولسُ قَدْ استَهلَّ رِسَالتَهُ الأولَى لأهلِ قورنتوس، بمشهَدِ الْمَسيحِ الْمَصلوب، فَقدْ اخْتَتَمَهَا بمشهدِ الْمَسيحِ الحَيِّ والقَائِم، قائِلًا: ﴿إنَّ الْمَسيحَ قَدْ قامَ مِن بينِ الأموات﴾ (1قور 20:15). وبينَ صَلبِهِ وقِيامتِه، تَمَّ الفِدَاءُ وتحَقَّقَ الخَلاص.



في عيدِ ارتِفاعِ الصّليب لا بُدَّ أيضًا مِنْ تَسليطِ الضّوءِ على أُمِّنا مَريمَ العَذراء، حَيثُ يَروي لَنَا الإنجيليُّ يُوحَنَّا قَائِلًا: ﴿هُناكَ عِندَ صَليبِ يَسوع، وَقَفَتْ أُمُّه﴾ (يو 25:19). هَذهِ الأمُّ العَظيمة، الّتي ظَلَّتْ إلى جَانبِ وَحيدِها يَسوع، بالرّغمِ مِنْ قَسَاوَةِ الْمَوقِف، وَلمْ تَفزَعْ ولم تَهرُبْ مِنْ هَولِ الْمَنظَرِ الْمُفجِع، إنّما بَقِيَتْ وَاقِفَة، مُسَطِّرَةً أَروَعَ أَمثِلَةِ الصُّمودِ الأمُومِيّ، بالرّغمِ مِنْ سَيفِ الحُزنِ الّذي جَازَ في نَفسِها الطّاهِرَة. فَمريمُ العَذراء لَمْ تَكُنْ لِتَنل إكليلَ الْمَجدِ العَظيم، لَولا ثَبَاتِها البُطوليّ إِبّانَ الشِّدَّة.



وَمنْ هُنا يُراوِدُني قَولُ السّيد: ﴿إنّكُم بِثَبَاتِكم تَكتَسبونَ أنفُسَكُم﴾ (لوقا 19:21). فَالصَّليبُ الّذي نحتفِلُ بهِ اليوم، ونُحيطُهُ بأَجمَلِ مَظَاهرِ الأُبَّهةِ والجَلال، يَظلُّ جُزءً نَحمِلُهُ طيلَةَ أيّامِ حَياتِنا، بما نَمرُّ بِه ونختَبِرهُ مِن مَواقِفَ أَليمَة، وضِيقَاتٍ وَشَدائِد. وَمِنْ هُنَا يَبقَى لَنَا في أُمِّنَا مريم، أَسمى مِثالٍ عَلَى ضَرورةِ الثَّبَاتِ وَقتَ الْمِحَن. لأنَّ الصّليبَ الَّذي زَلزَلَ الأرضَ سَاعةَ مَوتِ يَسوع، كَفيلٌ بأنْ يُزَلزِلَنا نحنُ أيضًا. لَكِنَّ الّذي بَنى بَيتَهُ عَلَى صَخرَةِ الْمَسيح، لَنْ يَسقُطَ أبدًا! فَالّذي قَال: ﴿تُعَانون الشِّدَّةَ في العَالم، ولَكِنْ ثِقوا، إنّي قَدْ غَلبتُ العَالم﴾ (يوحنّا 33:16)، هوَ صَادِق. فَاجْعَلْ الصَّليبَ دومًا، أَدَاةً لخلاصِكَ وانتِصارِك، بِقَدرِ مَا تَتَمَسَّكُ بالْمسيح، وتَثبُتُ عَليهِ وَفيه، ولا تُحوّلهُ إلى أَداةِ مَوتٍ وهَلاك، بأنْ يُصيبَكَ اليَأسُ وفُقدانُ الرَّجَاء.



وأخيرًا، في عيدِ ارتِفاعِ الصَّليب الْمُقَدَّس، أختمُ وإيّاكم عِظَتي، بهذا التّأمُلِّ الرّائِع للقدّيس يوحنّا فَمِ الذّهب، في الصَّليبِ كَتبَ يَقول: "إِنَّ رَبَّنَا يَسوعَ الْمَسيح هوَ عَلَى الصّليب، وَنحنُ في عِيد، كَي تَعرِفوا أَنَّ الصّليبَ هو عيدٌ وَاحتفالٌ رُوحيّ. في الْمَاضي، كَانَ الصّليبُ رَمزًا للعِقَاب، أَمّا اليوم فَهوَ رَمزُ الشَّرف. في الْمَاضي، كَانَ رَمزًا للإدَانَة، أَمّا اليوم فَهوَ مَبدَأُ الخَلاص، إذْ نَجّانَا مِنَ الخَطيئة، وأَنارَنا في الظُّلمَات، وصَالَحَنا معِ الله. فَبَعدَ أَنْ كُنّا أَعداءً لَه، وَغرباءَ عنهُ، أَعادَ الصّليبُ رَبطَ أَواصِرِ صَداقَتِنا به، وقرَّبَنا إليهِ مِنْ جَديد.



بِفَضلِ الصّليبِ لم نَعُدْ تَائهينَ في البريّة، لأنَّنَا نعرِفُ الطّريقَ الحَقّ. لم نَعُدْ نخافُ أَسلِحَةَ الشّيطان، لأنّنا عَثَرْنا عَلَى نَبعِ الحَيَاة. لذلِكَ، عِندَمَا نحتفلُ بالصّليب، نَكونُ في عِيد".
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
نَحنُ نُبشِّرُ مِن نَاحيةٍ بِمسيحٍ مصلوب، وَبِصَليبِه الْمُقَدّس خَلَّصَ العَالم
إنّنا نُبشِّرُ بِمسيحٍ مَصلوب
لِمَ يَتَناولونَ الطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَة؟
بِأَيدٍ نَجِسَة، أَيْ غَيرِ مَغْسولة
استعمل أُسلوب الأطفال مع الله


الساعة الآن 09:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024