يرى يسوع في المرض شراً نتيجة لخطيئة الانسان، ودليلاً على تسلّط الشيطان عليه (لوقا 13: 16). لذا يشعر بالشفقة على المريض (متى 20: 34)، وهذه الشفقة تُملي عليه عمله بالشفاء. وبدون إبطاء في التمييز بين ما هو مرض طبيعي أو ما هو مسّ شيطاني، فهو "شَفى كثيراً مِنَ المَرْضى المُصابينَ بِمُخَتَلِفِ العِلَل، وطرَدَ كثيراً مِنَ الشَّياطين" (مرقس 1: 34) حيث ان من خلال المرض يظهر تأثير الشياطين على العالم الذي نعيش فيه. ونرى المسيح. يدخل بيوت ويقابل الناس حيث هم موجودون ويسمع ويصغي ويشفي ويُغيّر.
وتجاه كل المرضى الذين يولُّون يسوع ثقتهم (مرقس 1: 40)، لا يطلب منهم إلا شرطاً واحداً: أن يؤمنوا، لأن كل شيء ممكن بالإيمان كما قالَ يسوع لِرئيسِ المَجمَع يائِيرس لما طلب منه شفاء ابنته" لا تَخَفْ، آمِنْ فقط" (مرقس 5: 36)، ولأنَّ إيمانهم يقتضي الإيمان بملكوت الله. وهذا هو الإيمان الذي يُخلصهم كما صرّح يسوع لأعمى اريحا "اِذهَبْ! إِيمانُكَ خلَّصَكَ" (مرقس 52:10).