|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّ عَيْنَيْهِ عَلَى طُرُقِ الإِنْسَان،ِ وَهُوَ يَرَى كُلَّ خَطَوَاتِهِ [21]. لا يحتاج الله إلى من يقدم له تقريرًا عن شخصٍ ما كما ظن أيوب حين قال: "أبحر أنا أم تنين، حتى جعلت عليّ حارسًا" (أي 7: 12). إنما يقول عنه إرميا النبي: "الذي عيناك مفتوحتان على كل طرق بني آدم" (إر 32: 19)، وأيضًا قيل عنه: "لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض" (2 أي 16: 9). كل الأمور مكشوفة أمامه، إذ هو حاضر في كل مكان، يعتني بالكل، يمارس البرّ والعدل الإلهي. لا يهرب أحد منه (مز 139: 2-3). يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن أليهو يؤكد عدل الله دون أن يهدف نحو أذية أيوب باتهامات باطلة كما فعل الأصدقاء الثلاثة الآخرون، إذ لم يقل عنه إنه حطم الأرامل واليتامى (أي 22: 9). يعرف أليهو كيف يلوم أيوب، دون تقديم اتهامات ضده. "من السماوات نظر الرب، رأى جميع بني البشر. من مكان سكناه تطلع إلى جميع سكان الأرض. المصور قلوبهم جميعًا المنتبه إلى كل أعمالهم" (مز 33: 13-15). "إذا اختبأ إنسان في أماكن مستترة أفما أراه أنا يقول الرب، أما املأ أنا السماوات والأرض يقول الرب" (إر 23: 24). * يُحسب الله كمن لا يعرف أعمال الأشرار، لأنه يؤجل دينونتهم بعدلٍ، فيظهر عظم طول أناته من نحوهم كما بنوعٍ من تجاهله لهم. والشرير أيضًا في كل مرة يخطئ فيها دون أن يُعاقب يظن أن الله لا يراه، نتيجة عدم معاقبته في الحال حسبما يستحق. يحسب أن سلوكه ليس مكروهًا لدى الله... لكن هناك ستسقط عليه العقوبات فجأة، بضربةٍ أبدية. عندئذ سيعرف أن الله يراقب كل شيءٍ، إذ يجد نفسه معاقبًا بموتٍ غير متوقعٍ كعقابٍ أخروي عن كل إثمه... * يدعو " كل خطوات الناس" إما الأعمال المنفصلة التي ننشغل بها، أو الدوافع المتتالية لأفكارنا العميقة، إذ هي أشبه بخطوات بها ننفصل عن الرب، أو نقترب إليه بالقداسة. فإن العقل يقترب كما بخطوات (درجات) كثيرة من الله متى تقدم في عواطف كثيرة مقدسة. مرة أخرى تنفصل عنه خلال أفكار شريرة كثيرة. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|