منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 01 - 2021, 01:37 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,616

عوبديا وشر أدوم



عوبديا وشر أدوم





كان الشر القاسى لأدوم ، أنه عاش بلا إله ، فهذا هو الذى وضع فاصلا بينه وبين أخيه يعقوب ، … وقد ورث أبناؤه عنه هذه السمة ، فتحولوا عن اللّه ، واستقلوا ، وعاشوا بلا إله فى العالم ، وبنوا عظمتهم على أساس الاستقلال عن اللّه ، وعندما يبنى الإنسان عشه بعيداً عن اللّه ، فإنه يبنى الكارثة لنفسه مهما كانت عظمته بين الناس!!… ولعل دراسة التاريخ فى ذلك خير شاهد على الحقيقة ، … لقد حاول الشيطان أن يبنى عظمته على أساس الاستقلال عن اللّه : « والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم ، حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام » ” يهوذا 6 ” وسقط آدم وحواء فى نفس التجربة إذ أرادا أن يكونا مثل اللّه ، فطردا من جنة عدن ، ليسجل التاريخ مأساة البشر الكبرى فى كل العصور ، … لقد خدعتهما الحية بالاستقلال عن اللّه ، … ورفض المسيح التجربة عندما حاول الشيطان أن يجربه بالاستقلال : … إن خررت وسجدت لى أعطيك !! .. عندما خرج قايين من حضــــرة اللّه ، إلى أرض نـــــود أو أرض البعد ، خرج إلى التيه والضياع ، والعذاب ، الذى لاحقه الحياة كلها!!.. كانت مأساة الابن الضال القاسية ، هى بعده عن بيته ، ولم يتذوق الراحة ، حتى عاد إلى بيت أبيه ، بل ما يحمل البيت من حياة وهدوء وسلام وأمن وراحة ، وتعلم ألا يستقل عن أبيه البتة !! ..

وكان أدوم آثما إلى جانب ذلك بالكبرياء التى ملأت قلبه ، كان الأدومى عملاقا فى الجسد ، متحصناً وراء ما سبقت الإشارة إليه سواء فى الذهن أو الثروة أو القوة ، ومن ثم ذكر عوبديا « تكبر قلبك » أو خطية الكبرياء والتى لحقت بالكثيرين ممن حاولوا أن يبنوا عشهم بين النجوم . وهل ننسى وصف إشعياء فى الأصحاح الرابع عشر وهو يهجو ملك بابل : « كيف باد الظالم بادت المتغطرسة … الهادية من أسفل مهتزة لك لاستقبال قدومك منهضة لك الأخيلة جميع عظماء الأرض . أقامت كل ملوك الأمم عن كراسيم كلهم يجيبون ويقولون لك أ أنت أيضاً قد ضعفت نظيرنا وصرت مثلنا . أهبط إلى الهاوية فخرك رنة أعوادك تحتك تفرش الرمة وغطاؤك الدود كيف سقطت من السماء يازهرة بنت الصبح ؟ كيف قطعت إلى الأرض ياقاهر الأمم . وأنت قلت فى قلبك أصعد إلى السموات أرفع كرسى فوق كواكب اللّه وأجلس على جبل الاجتماع فى أقاصى الشمال . أصعد فوق مرتفعات السحاب . أصير مثل العلى . لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب . الذين يرونك يتطلعون إليك يتأملون فيك . أهذا هو الرجل الذى زلزل الأرض وزعزع الممالك ؟ » ” إش 14 : 4 – 16 ” وما أكثر الذين جاءوا بعد ملك بابل لينالوا المصير نفسه ، نابليون بونابارت ، وهتلر ، وموسولينى وأمثالهم كل هؤلاء الذين بنوا عشهم ، بين النجوم ، ومن هناك أحدرهم اللّه القادر على كل شئ!! ..وكان أدوم أيضاً مصاباً بنعرة الجنس ، ولم يعد يبالى بأخيه يعقوب ، بل يناصبه العداء ، وقد فقد كل عواطف الأخوة ، … وما يزال العالم إلى اليوم يعانى ، أقسى المعاناة من التعصب الجنسى ، … كان سسل رودس يقول عن الشعب البريطانى إنه أعظم شعب فى العالم ، وها نحن إلى اليوم نرى المشكلة الروديسية بين البيض والسود، وكأنما يلوم البيض اللّه لأنه خلق أجناساً سوداء اللون ، … كان فوليتر يقول : سيأتى الوقت الذى يقال مدحاً فى الآخرين : هذا فرنسى المذاق .. وقال أحد السياسيين الأمريكيين : إن اللّه لم يصنع شيئاً أو أحداً يساوى الأمريكيين ، ولا أظن أنه سيصنع!!.. وهل هناك حماقات تؤذى البشر أكثر من هذه الحماقات !! ؟ .وقد تمكنت من أدوم عاطفة من أقبح العواطف وأثرها فى الإنسان ، وهى عاطفة الشماتة فضلا عن أنها عاطفة بغيضة جداً فى نظر اللّه إذ هى تيار أسود ملئ بالحقد والضغينة وعدم المروءة ، فهى أمر غير إنسانى وقبيح ، فمن سوء الأخلاق وضعتها وانحطاط النفس ، أن نقف من تعاسات الآخرين وعجزهم وضعفهم موقف المتشفى المبتهج بهذا العجز والألم والتعاسة والضيق ! .

ولم يقف أدوم عند حدود الشماتة ، بل تعدى الأمر إلى الظلم متمشيا مع التعبير الشعبى القائل : عندما تقع البقرة تكثر السكاكين ، … وعندما حدثت المأساة لشعب اللّه، فرح أدوم ، واتهمهم بكل نقيصة وشر ، ووسع دائرة الاتهام ، وألصق بهم مالم يفعلوه ، وحملهم النتائج القاسية التى وصلوا إليها .. مع أن الخصم النبيل ولا نقول الأخ ، … هو الذى لا يضرب إنساناً ساقطاً أمامه !! .. ولا يجهز على بائس مسكين يترنح من الضربات التى تكال له !! .. لكن أدوم أكمل شره بالقساوة الباغية ، فقد تربص للضعفاء الهاربين من الغزو على مفارق الطرق ليقضى على المنفلتين ، وهم فى عمق بؤسهم وضيقتهم ، بشدة ولؤم وخسة !! ..

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عوبديا وسقوط أدوم
عوبديا وخداع أدوم
عوبديا وسقوط أدوم
عوبديا وخداع أدوم
عوبديا وشر أدوم


الساعة الآن 05:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024