سر الأفراح الحقيقية أن في هذه المملكة سيملك المسيح بشخصه وبصفته؛ فبشخصه لأنه المالك الحقيقي المستحق، ومعه صك الملكية بالخلق وبالفداء (رؤ5: 9)
سيملك أيضًا بصفته ابن الإنسان الذي يملك على كل الأرض: فتفرح المملكة الحيوانية والنباتية، ويتمّ القصد الذي قصده الله مع آدم، ولكن آدم فشل فيه هو ونسله من بعده. ففي الأنهار تختنق الأسماك وتتعفن على الشواطئ، ونرى الأشجار وهي تذبل، والمدن التي تعاني من الهواء الملوَّث، وتصاعد قلق العالم من جراء الآثار العكسية المدمِّرة للإنسان على بيئته.
ولكن في مُلك ابن الإنسان، ستعود الأفراح للمملكة الحيوانية التي سيسودها السلام «يَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا» (إش11: 6). وفي مزمور 8: 6 يقول المرنم: «تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ»؛ أي سمك البحر وطيور السماء وحيوانات الأرض. سيرجع كل شيء إلى أصله لأنها «أَزْمِنَةِ رَدِّ كُلِّ شَيْءٍ» (أع3: 21).