|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جلال الله الرَّبُّ عَالٍ فَوْقَ كُلِّ الأُمَمِ. فَوْقَ السَّمَاوَاتِ مَجْدُهُ [4]. إذ نتعرف على الرب، ونتلمس أعماله خاصة مع المساكين ومنكسري القلوب، تسبحه أعماقنا بلغة يصعب على اللسان التعبير عنها. * ألا ترون مرة أخرى أن الأمم تتبنى عبادته، ليس أمة واحدة ولا اثنتان ولا ثلاثة، بل كل أمةٍ في العالم؟ أي شيء أكثر وضوحًا من هذا النص الموُحى به؟ الآن كيف يعلو فوق كل أمةٍ؟ هل لأننا نحن نمجده، ولا ننسب العلو إليه؟ حاشا! القديس يوحنا الذهبي الفم مَنْ مِثْلُ الرَّبِّ إِلَهِنَا، السَّاكِنِ فِي الأَعَالِي [5]. من محبته خلق الكائنات السمائية تشهد لقداسته وبرَّه، ويعمل في البشر ليقيم منهم أبناء يحملون صورته، لكنه يبقى فريدًا في علوه وسموه وقداسته وحبه! ليس من يعادله، ولا من ينافسه أو يُقارن به! غاية هذه التسبحة إثارة مشاعر كل الشعب واهتمامهم واعتزازهم بالرب الإله السماوي. * كيف يسكن في السماوات ذاك الذي يملأ السماء والأرض، وهو حاضر في كل مكان، قائلًا: "أنا إله من قريب، ولست إلهًا من بعيد" (راجع إر 23: 23). "من قاس السماء بيده، والسماء في شبره، ويحجز كرة الأرض" (راجع إش 40: 12، 22)...؟ إنه لا يتطلع إلى الأشياء التي على الأرض، كمن هو محدود في السماء، وإنما كمن هو حاضر في كل موضع ومُتاح لكل أحدٍ. ألا ترون كيف يرفع ذهن من يسمعه تدريجيًا؟ القديس يوحنا الذهبي الفم * بالرغم من أن الإنسان قد صنع آلهته، إلا أنه صار أسيرًا لها حالما يتبعها متعبدًا لها... فما هي الأصنام إلا كما يقول الكتاب لها أعين ولا ترى؟ القديس أغسطينوس |
|