|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
♡ في تاريخ نيكوفوروس كاليستوس وصف بليغ لجمال كنيسة سيدة الينبوع المحيي، قال: أقيمت الكنيسة على طول الينبوع بهيأة المربع الزوايا الجـانـح إلـى الطول، ولها أربعة ابواب في الجهات الأربع للكنيسـة، وحـول القسـم الأعلى أقيمت نصف دوائر ترتكز على أعمدة مقامة على أبعاد متســـــــاوية، وفي هذه الفسح أقيمت منافذ يدخل منها النور القوي على الينبوع، وكـان سقف الكنيسة مزدانا بالذهب وجدرانه مصفحة بالفسيفسـاء، بحيـث أن النور ينعكس بدخوله عن السقف والجدران وينير الكنيسة .وفـي داخـل القبة صورت عجائب المسيح ووالدته الفائقة القداسـة، وفـي وسـطها الينبوع الحامل الحياة وهو عبارة عن "جرن ماء كبير مذهب علـى هيئـة جرن المعمودية تنصب مياهه من ثلاث فوهات، تجلس في وسطه والـدة الإله، يداها مرفوعتان نحو السماء مصلية ومتشفعة، وفي حضنها يجلس الطفل يسوع، يبارك بكلتا يديه وفوق والدة الإله ملاكان يحملان تميمتـان كتب عليها "السلام عليك، أيتها الينبوع الصافي المعطي الحيـاة" وتحـت جرن العذراء حوض فيه ماء، وإلـى يميـن الحـوض ويسـاره الملـك والبطريرك والأمراء والأميرات والمرضى يشربون ويغترفون من مياهه وقد كتب على جانبي الأيقونة باليونانية إسم والدة الإله من جهـة مريم وعلى الجهة الأخـرى والدة الإله وفوقها الينبوع المعطي الحيـاة، وكان رسم والدة الإله المتجة إلى الماء ينعكس عنه كما عن مرآة . وكان الينبوع ذاته في وسط الهيكل، ينزل إليه بخمس وعشرين درجة عليـها شبكة مـن المرمر للزينة ولوقاية النازلين من السقوط، وكـان عنـد القسم الأعلى من الينبوع قعر من المرمر يجري فيه الماء أولا ثم يصب في حوض المرمر من منافذ، وفوق صحن الكنيسة كانت تقوم كأس من حجـر مدورة، أما الموقف الآخر فهو ضيق ومستطيل فكان عند المذبح، حيـث كان الزائرون يغترفون المـاء الحي بالقادوس في القـرن السـادس الميـلادي بني الأمــبراطور يوستينيانوس الاول (٥٢٧م - 565م) كنيسة فخمة وديراً واسعاً قـرب الكنيسـة التـي أقامها الامبراطور لاون مركلوس، على أثر شفائه من مرض كاد أن يودي بحياته بعد أن شرب من ماء الينبوع . وبسبـب تغير الأخلاق وانعدام التقى، فقدت القسطنطينية حمايـة شفيعتها فسقطـت بيـد الأتـراك سنة (1453م) وهدمت الكنيسة الفخمة، وبني بحجارتهـا جامـع السلطان بيازيـد وبقيت بدلاً منها كنيسة صغيرة، إلا أنها هدمـت أيضاً سـنة (١٨٢١م) وغـار فيها ينبوع المـاء، وفـي عهد السلطان محمود الثاني (۱۸۰٨م – ١٨٣٩م) ألغي المنع واسـتحصل الأرثوذكسيون على رخصة بإعادة بناء الكنيسة الصغيرة . ابتدأ العمـل في ٢٧ تموز ١٨٣٣م وفي أثناء العمل عُثر علـى أساسـات الكنيسـة القديمة، فصدرت رخصة جديدة سلطانية في 14 ايلـول ۱۸۳۳م لبناء كنيسة كبيرة، فأنجـز العمل فيها في 30 كانون الاول ١٨٣٤م، وفي ٢ شباط ١٨٣٥م دشنها البطريرك المسكوني قسطنديوس الثاني مع اثنـي عشر من رؤساء الكهنة المتقدمين في قداس احتفالي حضره جمهور غفير من المسيحيين تمجيداً لوالدة الإله وافتخاراً لابناء الكنيسـة الأرثوذكسية المقدسة . ولا تزال هذه الكنيسة قائمة حتى اليـوم وبقربـها مستشفى ومأوى للفقراء . |
|