|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشيطان منطقي جدَّا! ومش بس بيستخدم المنطق وهو بيحاربنا، إنما كمان بيستخدم عبارات من الكتاب المقدس! ودا مش جديد، لأنه حصل مع الرب يسوع في التجربة على الجبل. لما ربنا خرج للشيطان في البرية كمحارب نائب عن كل البشر، علشان يهزمه في عقر داره ويوهبنا الإمكانية كبشر، إننا نهزمه احنا كمان، بنعمة المسيح وقوته. كمان الشيطان استخدم كلام الكتاب المقدس مع المهرطقين ، أمثال نسطور وأريوس ومقدونيوس وبوليناريوس وأوطاخي ... إلخ. ونفس الموضوع بيحصل معانا كل يوم، يبقى لازم نتسلح بالفهم السليم لكلام الله، علشان نحصن نفسنا ضد الحرب دي. يقول الكتاب إن الرب يسوع "دَعَا الْجَمْعَ وَقَالَ لَهُمُ: «اسْمَعُوا وَافْهَمُوا»" (متى 15: 10) وفي مرة بعد ما أتكلم كتير للشعب، حب يأكد ضرورة فهم كلامه فسألهم: «أَفَهِمْتُمْ هذَا كُلَّهُ؟» (متى 13: 51) ونلاقي ربنا في مواقف كتير بيعاتب قله فهمنا ويقول: - كَيْفَ لاَ تَفْهَمُونَ؟ (مرقس 8: 21) - أَحَتَّى الآنَ لاَ تَفْهَمُونَ؟ (متى 16: 9) - أَفَأَنْتُمْ أَيْضًا هكَذَا غَيْرُ فَاهِمِينَ؟ (مرقس 7: 18) - لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كَلاَمِي؟ (يوحنا 8: 43) ممكن الشيطان يفسرلنا كلام القديس بولس الرسول: إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ (رومية 12: 18) كدليل كتابي على إنه مفيش مشكلة لو كانت محبتنا للآخرين مش كاملة ، أو عادي إننا منقدرش نصنع سلام ونعيش في خصومة وعداوة مع الناس، والمبرر إننا مش قادرين، وعادي الكتاب المقدس قال (على حسب طاقتكم)! لكن في الحقيقة مش دا المعنى الروحي اللي يقصده الكتاب ، إنما دا المعنى المشوه اللي الشيطان بيحاول يقنعنا بيه، فتعالوا سوا نتعرف على المعنى السليم. تخيل واحد بيقولك: لو شفت أسد، فعلى قد ما تقدر تهرب اهرب، لأنه مفترس! هل معنى كدا إن اللي بيكلمك يقصد يقولك: لو شفت أسد، فيستحسن تهرب، لكن لو مقدرتش .. عادي ميجراش حاجة، متحملش على نفسك فوق طاقتها؟؟!!! هل دا معني الكلام؟ أكيد لا طبعا! إنما هو يقصد (ابذل كل طاقة تقدر تبذلها في الهروب). فكلمة (على قد ما تقدر) مش معناها هنا (على مهلك) إنما معناها اعمل أكتر حاجة تقدر تعملها، هات آخر ما عندك من السعي والبذل علشان توصل للهدف. لكن القديس بولس الرسول قال (إن كان ممكنا) علشان خاطر (الهراطقة)، لأنه كان يقصد إن السلام مع الهراطقة شيء مش ممكن، لأنهم بيضروا الكنيسة وبيفسدوا الإيمان، بالتالي فمن المستحيل مسالمة إيمانهم المشوه. وفي تفسير أبونا تادرس يعقوب مكتوب: {يقول "إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ"، إذ يليق بنا بذل كل الجهد لنكسب كل نفس بالحب والسلام، لكن هناك أوضاع يستحيل فيها ذلك مثل مقاومة الهراطقة للإيمان، إذ يستحيل أحيانا مسالمتهم لأنهم يخدعون البسطاء إلى الجحود أو الإيمان المنحرف إن تسللوا إلى الكنيسة. ليتنا نبذل كل الجهد أن نسالم إن أمكن كل البشرية فننعم بسلام أورشليم السماوية فينا، وكما يقول القديس جيروم: «مَن كان ليس في سلام مع أخيه فهو خارج تخوم أورشليم»}. ربنا يعطينا نعمة الفهم السليم، والسلام والمحبة لجميع الناس من كل قلوبنا. |
|