|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي. لاَ تُخَيِّبْ بِسُخْطٍ عَبْدَكَ. قَدْ كُنْتَ عَوْنِي فَلاَ تَرْفُضْنِي وَلاَ تَتْرُكْنِي يَا إِلهَ خَلاَصِي. سخط: غضب شديد. بينما داود مطارد من شاول ومعرض للموت في أية لحظة، لم ينشغل بهذا عن طلب رؤية الله، فهي حياته التي لا يستغنى عنها. إن داود يخاف الله، ويظهر ذلك من حذره وخوفه من سخط عدل الله، فهو ليس مستهينًا إن كان قد سقط في أية خطية، ولكنه يحيا دائمًا في مخافة الله ويحترس منها، فيبتعد عن الخطية. إن طلب داود من الله ألا يحجب وجهه عنه يبين فهمه أن الله يحجب وجهه عن الخطاة، فهو إعلان ضمنى عن توبته، واعترافه بخطيته، ولكنه يرجو رحمة الله أن تسامحه ولا يأتي عليه جزاء خطاياه، أي سخط عدل الله. فهو يعيش حياة التوبة. إن قول داود لا تخيب بسخط عبدك يبين رجاءه في الله. فرغم اعتراف داود بخطيته، لكن رجاءه ثابت، فيطلب بثقة غفران الله، والتمتع برؤية وجهه. إن داود تعود أن يكون الله عونًا له، فهو يعيش في عشرة الله؛ لذا يطلب من الله أن يدوم في هذه العشرة ولا تنقطع بسبب خطاياه؛ لأنه يطلب غفران الله ورحمته. ويطلب بالتحديد من الله ألا يرفضه، أو يتركه، أي أنه يؤكد على ضرورة أن يثبته فيه. إن داود يؤمن أن خلاصه الوحيد هو من الله، وليس له علاقة بأية آلهة غريبة، أو قوة بشرية، فهو يتكل على الله في كل شئ؛ لذا ينال خلاصه دائمًا. |
|