|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رئيس الكهنة العظيم واصنع ثيابًا مقدسة لهارون أخيك للمجدِ والبهاء ( خر 28: 2 ) من بين جملة التعليمات التي أمر بها الرب موسى، اختص البعض منها بمسألة ثياب هارون المقدسة باعتباره رئيس الكهنة. فقد أعلن الرب لموسى أن هذه الثياب ينبغي أن تكون «للمجد والبهاء (أو الجمال)» ( خر 28: 2 ). واليوم لا يوجد بيننا كاهن أرضي نتجه إليه، بل بالحري «لنا رئيس كهنة عظيمٌ قد اجتاز السماوات، يسوع ابن الله» ( عب 4: 14 ). وإن كانت ثياب هارون الكهنوتية «للمجد والبهاء»، فكم وكم يكون شخص المرموز إليه؛ ربنا يسوع المسيح، الذي هو أعظم من الكل بما لا يُقاس! إن هارون على عظمته أخطأ بعدم طاعته ذات مرة، الأمر الذي أدى إلى موته على جبل هور ( عد 20: 28 )، أما ربنا يسوع المسيح فهو مثال الطاعة الكامل والفريد، الذي أطاع حتى الموت، موت الصليب ( في 2: 8 ). وعندما نتطلع إلى شخصه الكريم نجد مجدًا وبهاءً لا يُضارعان. إن مجد الله ذاته يشرق من وجهه الكريم ( 2كو 4: 6 ) إذ هو «رب المجد». وإن كان «المجد» يتحدث عن لاهوته، فإن ”البهاء أو الجمال“ يحدثنا عن كمال ناسوته. والأناجيل تُظهر لنا بكل وضوح هذا الجمال الفريد. فكل خصائص شخصية ربنا المعبود كما ظهرت في حياته على الأرض، عندما نجمعها معًا، نهتف على الفور قائلين: «كله مشتهيات» (أو كله جميل)» ( نش 5: 16 ). وكان هارون في القديم يحمل على كتفيه حجري جزع منقوش عليهما أسماء أسباط بني إسرائيل الاثنى عشر أمام الرب ( خر 28: 12 )، وهكذا أيضًا المسيح، رئيس الكهنة العظيم نحن مُثبتون باستمرار على كتفه القوي. تمامًا مثلما يحمل الراعي إلى البيت الخروف الضال، يحمله إلى حيث الأمان والقوة ( لو 15: 5 ). على أن هارون كان أيضًا يحمل أسماء أسباط بني إسرائيل الاثنى عشر « في صُدرة القضاء على قلبه» ( خر 28: 29 ). ويا لها من صورة جميلة تُرينا كيف يحمل ربنا يسوع المسيح قطيعه الغالي اليوم بالقرب من قلبه! ولا يوجد شيء على الإطلاق يمكن أن يفصلنا عن محبته. وهو يمثلنا أمام الآب. كم هو جميل أن يحملنا هو ـ له كل المجد ـ على كتفه القوي! والأجمل أننا أيضًا محمولون بالقرب من قلبه المحب!! |
|