"إذا خطِئَ إليكَ أخوكَ فوَبِّخْهُ، وإن تاب فاغفِرْ لَهُ.
وإذا خَطِئَ إليكَ سبعَ مَرّاتٍ في اليوم، ورجعَ إليكَ سبعَ مرَّاتٍ فقال:
أنا تائب، فاغفرْ لَهُ"
(لوقا ١٧: ٣-٤)
كتبَ مؤلّف المزامير في هذا الخصوص: "لِيَجلِسْ على العَرشِ أَمامَ اللهِ لِلأبد ولْيَحْفَظْه الحقُّ والرَّحمَة" (مز ٦١ [٦٠]: ٨). لماذا قال "أمام الله"؟ يحاول الكثيرون أن يتعلّموا رحمة الربّ وحقيقته من خلال قراءة الكتاب المقدّس. وحين يتوصّلون إلى ذلك، يعيشون من أجل أنفسهم، وليس من أجلِ كلام الله وتعاليمهِ. يبحثون عن مصالحهم الخاصّة، لا عمّا يريده الرّب يسوع المسيح. يبشّرون بالرحمة والحقّ، ولا يمارسونهما. أمّا ذاك الذي يحبّ الله والمسيح، حين يبشرّ بالرحمة والحقّ الإلهيَين، فهو يبحث عنهما من أجل الله، لا من أجل مصلحته الخاصّة. هو لا يبشّر من أجل أيّة غاية ماديّة، بل من أجل خير أعضاء جسد الرّب يسوع المسيح أي المؤمنين. هو يوزّع عليهم ما تعلّمه بروح الحقّ، "كَيلا يَحْيا الأَحياءُ مِن بَعدُ لأَنْفُسِهِم، بل لِلَّذي ماتَ وقامَ مِن أَجْلِهِم" (قورنتس الثانية ٥: ١٥). فمَن سيبحث عن رحمة الله وحقّه؟
ذاك الذي يطلب المغفرة لنفسه ويسامح الآخرين، مقتدياً بتعاليم الرب يسوع: "فإن تَغفِروا للنّاس زلّٓاتِهِم يَغْفِرْ لكُم أبوكُمُ السَّماويّ، وإن لَم تَغفِروا للنَّاسِ لا يَغْفِرْ لكُم أَبُوكُم زلَّاتِكُم" (متى ٦: ١٤-١٥).