|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" حِينَ أَعْيَتْ فِيَّ نَفْسِي ذَكَرْتُ الرَّبَّ " ( يونان 2 : 7 ) آمين . يبدو أن يونان أخيراً تذكر صلاة داود النبي القائل : " فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَإِلَى إِلَهِي صَرَخْتُ فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي وَصُرَاخِي قُدَّامَهُ دَخَلَ أُذُنَيْهِ " ( مز 18 : 6 ) . إن الرب واقف على الباب ويقرع ، مُنتظراً أن نفتح له ، والضيقة تُساعدنا لكي نرفع عيوننا نحو الرب الذي منه وحده الخلاص ، فقد شهِد عنه أيوب البار : " وَأَيْضاً يَقُودُكَ مِنْ وَجْهِ الضِّيقِ إِلَى رُحْبٍ لاَ حَصْرَ فِيهِ وَيَمْلَأُ مَؤُونَةَ مَائِدَتِكَ دُهْناً " ( أيوب 36 : 16 ) . ليتنا نتعلم أن لا نهرب مِن وجه الرب ، بل نطلب معونته التي تُدركنا في حينه ، وأشعياء النبي شهِد عن تدخلات الرب الكثيرة في حياة شعبه فقال : " فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ . بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ " ( أش 63 : 9 ) . ويقول بطرس الرسول : " فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِلٍ ، أَوْ سَارِقٍ ، أَوْ فَاعِلِ شَرٍّ ، أَوْ مُتَدَاخِلٍ فِي أُمُورِ غَيْرِهِ . وَلَكِنْ إِنْ كَانَ كَمَسِيحِيٍّ فَلاَ يَخْجَلْ ، بَلْ يُمَجِّدُ اللهَ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ ... فَإِذاً ، الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ كَمَا لِخَالِقٍ أَمِينٍ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ" ( 1 بط 4 : 15، 16، 19) . الإيمان بإستجابة الصلاة : لابد أن يكون عندنا إيمان بأن الله سوف يستجيب لنا , فلقد شعر يونان بأن الرب سمع صلاته واستجاب لها ، وهو ما زال في بطن الحوت ، فيقول : " دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ فَاسْتَجَابَنِي . صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ فَسَمِعْتَ صَوْتِي" ( يونان 2 : 2 ) . فنحن نحتاج أن لا نخرج مِن حضرة الرب إلا ونحن شاعرين ومؤمنين أن صلاتنا دخلت إلى حضرته وأنه سيستجيب في الوقت المناسب . لا نفرض على الرب حلولاً مُعينة ، ولا وقتاً مُحدداً للإستجابة . لنتعلم إنتظار الرب ، وإليك مثال : حبقوق النبي الذي رأى مذلة شعب الله وإنتصار الشرير على البار وصلى للرب وعرض عليه الأمر ووقف مُنتظراً أن يسمع صوت الرب ، فقال : " عَلَى مَرْصَدِي أَقِفُ وَعَلَى الْحِصْنِ أَنْتَصِبُ وَأُرَاقِبُ لأَرَى مَاذَا يَقُولُ لِي وَمَاذَا أُجِيبُ عَنْ شَكْوَايَ " ( حب 2 : 1 ) . دائماً هناك وقت وزمن بين إعطاء الوعد بالخلاص وبين إتمام هذا الوعد في الحاضر . يونان شعر بإستجابة الرب لصلاته في الحال ، ولكنه لم يخرج مِن بطن الحوت إلا بعد ثلاثة أيام . وسيدنا إبراهيم أب الآباء أخذ وعداً مِن الرب بولادة إسحق ، ولكن الوعد لم يتحقق إلا بعد 25 سنة ، والرب أعطى لآدم الوعد بالخلاص مِن لحظة سقوطه ، ولكن الخلاص لم يتم إلا في ملء الزمان . ليتنا نستودع أمورنا في يد الرب ونثق أنه سيستجيب في الوقت المُناسب ، ونؤمن أن للرب الخلاص ، وكما يقول المزمور : " انْتَظِرِ الرَّبَّ . لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ وَانْتَظِرِ الرَّبَّ " ( مز27 : 14) ، وأيضاً يقول : " نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ قَالَتْ نَفْسِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُوهُ , طَيِّبٌ هُوَ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يَتَرَجُّونَهُ لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ , جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ " ( مراثى 3 : 24 – 25 – 26 ) . يونان النبي يعرض حاله أمام الرب : لقد أقر يونان النبى أمام الرب بكُل ما يشعر به : " طَرَحْتَنِي فِي الْعُمْقِ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ . فَأَحَاطَ بِي نَهْرٌ . جَازَتْ فَوْقِي جَمِيعُ تَيَّارَاتِكَ وَلُجَجِكَ . فَقُلْتُ : قَدْ طُرِدْتُ مِنْ أَمَامِ عَيْنَيْكَ . وَلَكِنَّنِي أَعُودُ أَنْظُرُ إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ . قَدِ اكْتَنَفَتْنِي مِيَاهٌ إِلَى النَّفْسِ . أَحَاطَ بِي غَمْرٌ . الْتَفَّ عُشْبُ الْبَحْرِ بِرَأْسِي . نَزَلْتُ إِلَى أَسَافِلِ الْجِبَالِ . مَغَالِيقُ الأَرْضِ عَلَيَّ إِلَى الأَبَ " .... الرب يعرف كُل هذا ، ولكنه يُريدنا أن نتحدث معه ، فقد طلب هذا قائلا ً : " هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ يَقُولُ الرَّبُّ . إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ . إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ " ( أش1 : 18 ) . ويقول أيضاً : " ذَكِّرْنِي فَنَتَحَاكَمَ مَعاً . حَدِّثْ لِكَيْ تَتَبَرَّرَ " ( أش 43 : 26 ) . ولألهنا كل مجد وكرامة إلى الأبد آمين . كل سنة وأنتوا طيبين ... |
|