"لأنه صنع الغش قدامه، ليظفر بإثمه فيبغض" [2]، أو "لأنه ملق نفسه لنفسه".
كثيرًا ما يقدم سفر المزامير الإنسان الشرير كمخادع يُنتسب للشيطان المدعو "الكذّاب"، و"أبو الكذابين"، أما البار فيحمل حق المسيح، ويُنتسب للحق ذاته. الإنسان الشرير في غشه لا يخدع الآخرين فحسب، وإنما يخدع نفسه أيضًا، يتملق نفسه بنفسه من جهة إثمه وبغضه، مموهًا الحقائق، إذ لا يكون إثمه ممقوتًا في عينيه، حيث يغلفه بثوب الفضيلة. يلتمس الشرير لنفسه الأعذار في كل شيء، وبسبب حبه الشديد لذاته يتملق نفسه فيدعو رذائله بأسماء لطيفة، فيخلط بين الباطل والحق، وبين الرذيلة والفضيلة. كأن يدعو بُغضه للآخرين دفاعًا عن الحق، وبُخله في العطاء أمانة في ما هو تسلمه، ومحاباته للبعض حكمة الخ...
ما أسهل أن يخدع الإنسان نفسه فيبرر ارتكابه الخطية بأنه كان يجهل أنها خطية أو أن كثيرين حتى ممن هم في داخل الكنيسة يفعلون ذلك، أو أن الظروف التي أوجده الله فيها حتمت عليه ذلك!