|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا(7) اذكر من أين سقطت وتب من له أذن للسمع...من يغلب بقلم قداسة البابا شنودة الثالث السبت 30 نوفمبر 2013 قال الرب في تكملة الرسالة إلي ملاك كنيسة أفسس: فاذكر من أين سقطت وتب,واعمل الأعمال الأولي,وإلا فإني آتيك عن قريب,وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب. لكن عندك هذا,أنك تبغض أعمال النيقولاويين التي أبغضها أنا. من له أذن فليسمع مايقوله الروح للكنائس من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في فردوس الله(رؤ2:5-7). +++ هاهي ذي الدعوة إلي التوبة توجه حتي إلي ملاك الكنيسة! الكل معرض للسقوط.ومادام قد سقط إذن فهو محتاج إلي توبة.وإن لم يتب,تزحزح منارته من مكانها. مقدونيوس بطريرك القسطنطينية,مركز هذه الكنائس السبع,سقط في الهرطقة,وحكم عليه المجمع المسكوني الثاني سنة381م.وأيضا نسطور بطريرك نفس الكنيسة,وقع أيضا في هرطقة.وإذ لم يتب حكم عليه المجمع المسكوني الثالث المنعقد في أفسس سنة431م. ونفس الوضع بالنسبة إلي أساقفة من رعاة الكنائس.وأيضا بالنسبة إلي القسوس الذين كانوا ملائكة لكنائسهم. +++ إذن فليحترس الكل,متذكرين عبارةاذكر من أين سقطت وتب بل هذه العبارة موجهة أيضا إلي كل فرد,إلي كل نفس.. إن الله يفتح باب التوبة لكل من سقط.وكذلكأعطي الله الأمم أيضا التوبة للحياة(أع11:18).منح التوبة للكل,وقال:إن لم تتوبوا,فجميعكم كذلك تهلكون(لو13:3, 5). وهنا لم يذكر السقطة والهلاك,بل السقطة والتوبة فقالاذكر من أين سقطت وتب ابحث عن الأسباب التي أوصلتك إلي ما أنت فيه.الأسباب التي جعلتك تترك محبتك الأولي. الأسباب التي جعلت الفتور يدخل إلي حياتك,ويفقدك حرارتك... ابحث ماذا كانت نقطة التحول في حياتك؟ماهي المشاعر والعواطف التي غيرتك؟ماهي الصلات والصداقات التي أثرت عليك؟وماهي المشاكل الجديدة التي شغلتك عن الله؟ كل إنسان له أسبابه الخاصة في الفتور وفي السقوط لذلك فإن أب الاعتراف لايعطي علاجا واحدا للكل...إنما يبحث مع كل خاطئ معترف:من أين سقط,لكي يتوب. +++ تذكر محبتك الأولي,فإن هذا يساعدك علي القيام من سقطتك أنت تركت محبتك الأولي.فماذا كانت محبتك الأولي؟كيف كنت تحيا في تلك الأيام مع الله؟فإذا كانت صلتك القلبية معه في تلك الأيام الحلوة.ارجع إلي نوتة تأملاتك وقتذاك,والحب أجبيتك وكتابك المقدس,وما فيهما من تخطيطات وملاحظاتك...حينئذ تجد مشاعرك الأولي قد عادت إليك وأصبحت تشتاق إلي تلك الأيام,وتصرخ إلي الله قائلا:ارجعني يارب إليكتوبني فأتوب(أر31:18). ياالذي بارك في ذلك الزمان,الآن أيضا بارك...اسكب محبتك في قلبي بروحك القدوس. +++ يقول الرباذكر من أين سقطت وتب وماذا أيضا؟وإلا,فإني آتيك عن قريب,وأزحزح منارتك من مكانها.... ارجع إلي محبتك الأوليوأعمل الأعمال الأولي(رؤ2:5).لأن المحبة ليست مجرد مشاعر مبهمة أو مجرد كلام.بل كما يقول الرسوللا نحب بالكلام ولا باللسان,بل بالعمل والحق(1يو3:18). إذن,ارجع إلي محبتك التي تظهر في أعمالك الأولي,أو ارجع إلي أعمالك الأولي التي تدل علي محبتك...وإلا... ما أصعب كلمةوإلا...!معناها إن الله يبدأ في العقوبة. وكما يقول القديس بولس الرسولهوذا لطف الله وصرامته.أما الصرامة فعلي الذين سقطوا.وأما اللطف فلك.إن ثبت في اللطف.وإلا فأنت أيضا ستقع(رو11:22) ويستخدم عبارةوإلا.... إنها حاليا فترة مقدمة للتوبة,بطول أناة الله,وإلا... أنت تركت محبتك الأولي,وتركت أعمالك الأولي,وسقطت... والله صابر عليك حتي الآن,لكيما ترجع إليه...فهل سترجع؟أم تستهين بغني لطفه وإمهاله وطول أناته,غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلي التوبة(رو2:4). فأعلم إذن أن طول أناة الله ليس معناه تنازلا دائما منه عما ينبغي لك أن تفعله!! وكما يقول عن إيزابل الخاطئة أعطيتها زمانا لكي تتوب ..ولم تتبرؤ2:21..وبعدها سيجازي كل واحد..بحسب أعمالهرؤ2:23الآناذكر من أين سقطت وتب وأعمل الأعمال الأولي...فإن اهملت هذه الفرصة وهذا الإنذار فانتظر ما يأتي عليك.. +++ وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها ولعل قائلا يقول:لقد أخطأ هذا الراعي وترك محبته الأولي واستوجب عقوبة ولكن ما ذنب منارته حتي تزحزح من مكانها؟! ألا يذكرنا هذا عندما ضرب له الشعب بسبب خطيئة داود فقال داود للربها أنا أخطأت وأنا أذنبت وأما هؤلاء الخراف فماذا فعلوا؟!فلتكن يدك علي وعلي بيت أبي2صم 24:17 هنا ونذكر الصلاة التي يقولها الأب الكاهن قرب نهاية القداس الإلهي من أجل خطاياي ونجاسات قلبي لاتمنع شعبك نعمة روحك القدوسولكن واضح أن الرعية تتأثر بخطية الراعي كقول الكتاب: اضرب الراعي فتتبدد خراف الرعيةمت26:31 حقا حينما يضيع الراعي تضيع معه الرعية بفتوره يفتر الشعب معه وبسقوطه تضل جماهير كثيرة لذلك فإن دينونة الراعي رهيبة أمام الله هوذا الرب يقول لهأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب. +++ آه أيها السيد الرب لقد تزحزت منارة أفسس من مكانها.. أين كنيسة أفسس الآن في خريطة آسيا الصغري؟!لقد ضاعت لم تبق الدولفة العثمانية منها شيئا مع بعض من باقي المنارات السبع أيضا كلها تزحزت من مكانها... لهذا يريدنا الله أن تكون مناراتنا مضيئة باستمرار يري الناس نورها فيمجدوا الآب الذي في السموات مت5:16وقد أمرنا بقولهلتكن سرجكم موقدةلو12:35. كم من كنائس اختفت بسبب أخطاء رعاتها! +++ عي أن السيد الرب بعد أن شرح لملاك كنيسة أفسس أخطاءه لم يشأ أن ينهي رسالته بالعقوبة ما أعمق حنوه! قال له:إنك تركت محبتك الأولي وإنك سقطت وتحتاج إلي توبة وإنك معرض لأن تزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب. ومع كل هذا ذكر له بعد ذلك شيئا فاضلا عنده فما هو؟ قال له:عندك هذا إنك تبغض أعمال النيقولايين التي أبغضها أنارؤ2:6 أي أن من فضائله أنه يكره البدع الموجودة في أيامه. أما النيقولاويون فهم اتباع نيقولاوس ويقال إنه واحد من الشمامسة السبعة الذين اختيروا أيام الآباء الرسلأع6:5وكان دخيلا انطاكيا ووقع في بدعة انتشرت وتبعه فيها قوم تسموا باسم النيقولاويين وقد وقف أسقف كنيسة أفسس ضدهم وذكر له الرب هذه الغيرة في الدفاع عن الإيمان ضد البدع علي الرغم من سقوطه واحتياجه إلي التوبة...يقول بعدها: سمن له إذن فليسع ما يقوله الروح للكنائس رؤ2:7وقد كرر الرب هذه العبارة في كل رسالة من رسائله إلي ملائكة الكنائس السبعرؤ2:29,17,11رؤ3:22,13,6 ولعل هذا يعني أن التعليم موجه إلي كل الكنائس وليت الكل يمكيلون آذانهم للسمع. ذلك لأن هناك أشخاصا لهم آذان ولكنها لاتسمعمت13:15,13 أهل سادوم كانت لهم آذان لاتسمع ولذلك عندما سمعوا أنذار لوط لهم قيل عنه أنهكان كمازح في أعين اصهارهتك19:14وبالمثل كان فلاسفة أثينا حينما سمعوا تبشير القديس بولس الرسول فقالوا تري ماذا يريد هذا المهزار أن يقولأع17:18 وهكذا كانت آذان الكتبة والفريسيين بالنسبة إلي تعليم المسيح. +++ علي العكس كان رسل السيد المسيح الذين قال لهم. أما أنتم فطوبي لآذانكم لأنها تسمع..مت13:16 هذه الآذان التي تسمع لما سمعت قول الربهلم ورائي فاجعلكما صيادي الناس..للوقت تركا الشباك وتبعاهمت4:19-20إثنان أخران لما سمعاه للوقت تركا السفينة وأباهما وتبعاهمت4:22شاول الطرسوسي أيضا كانت له أذن تسمع فلما كلمه الرب قال ماذا تريد يارب أن أفعلأع9:6 واستجاب للفور يذكرنا هذا أيضا باليهود في يوم الخمسين لما سمعوا عظة القديس بطرس يقول الكتابفلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل:مكاذا نصنع أيها الرجال الإخوةوقبلوا الكلام بفرح واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفسأع 2:41,37. آذانهم سمعت وقبلت ما يقوله الروح للكنائس... وما يقوله الروح للكنائس يصل إليك بأنواع وطرق شتي: يصل إليك عن طريق الكتاب المقدس وعن طريق أقوال الآباء القديسين معلمي البيعة وربما عن طريق عظة مؤثرة من شخص فيه روح الله وربما عن طريق حادثة معينة أو وفاة إنسان ما كما حدث مع القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ..المهم أن نستجيب للصوت إن الله يحاسبنا عن كل صوت سمعناه ويحاسبنا عن رفض السماع +++ قال الرب بعد هذا هلاك كنيسة زفسس من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياةرؤ2:7عبارةمن يغلب وردت في باقي الرسائل إلي ملائكة الكنائس السبع رؤ2:26,17,11رؤ3:21,12,5مع مكافأة معينة تختلف من شخص لآخر. أن حياتنا علي الأرض هي فترة اختبار لنا وهي فترة جهاد وصراع مع المادة والجسد والشيطان هي مصارعة كما يقول الرسول مع ظلمة هذا الدهر مع أجناد الشر الروحية..أف6:12ويلزمنا فيها أن نحمل سلاح الله الكامل ونحمل ترس الإيمان الذي به نقدر أن نطفيء جميع سهام الشرير الملتهبةأف6:13-16 وهذا الصراع ليس سهلا فالقديس بطرس الرسول يقولاصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم يجول كأسد يزأر ملتمسا من يبتلعه هو فقاوموه راسخين في الإيمان...ابط5:9,8والسماء ترقب صراعنا هذا وتشجعنا وتفرح بمن يغلبلو15:7 وتعد لنا الأكاليل والمكافأة فما هي المكافأة. +++ يقول الرباعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس اللهرؤ2:7وشجرة الحياة ليست شجرة مادية والأكل ليس ماديا ,وكما يقول الكتاب إنملكوت الله ليس أكلا وشربارو14:17,كما إننا في الملكوت سوف لاتكون لنا أجساد مادية بل أجساد روحانية 1كو15:50,44إذن الأكل من شجرة الحياة يعني الغذاء الروحي لنا فسوف نتغذي بالحياة الحقيقية في الفردوس. والبعض يقول أن شجرة الحياة هي السيد المسيح نفسه وإننا سوف نتغذي بالحياة معه كما يقول بولس الرسوللي الحياة هي المسيح.. في1:21 والغذاء به يذكرنا بقول داود النبيذوقوا وانظروا ما أطيب الربمز34:8والمسيح هو خبز الحياةيو6:48 +++ وفردوس الله ليس هو الجنة القديمة ولاشجرة الحياة هي تلك الشجرة التي كانت في وسط الجنةتك2:9 والقديس بولس الرسول يحكي لنا عن الفردوس الذي هو السماء الثالثة التي اختطفت إليها2كو12:4,2فشجرة الحياة إذن تؤخذ بمعني رمزي هذه التي حرمنا منها بسبب الخطية الأوليتك3:24ونكافأ بها في العالم الآخر بعد أن نلنا الحياة بالفداء وهي في وسط الفردوس أي أنها في مركزة وفي عمقه. |
|