|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
" طوبى للرجل الذى جعل الرب متكله ولم يلتفت الى الغطاريس " مز 40 : 4 ------------------ تعلق بهذه الكلمات - كلمات النعمة المملؤة عزاء - لكل من تأمل فيها بفعل مستنير - نبى من انبياء العهد القديم .. بل هو اعظم نبى شهد له الله له المجد انه رجل مستقيم اذ يقول : " ... وجدت داود بن يسى رجلا حسب قلبى ... " أع 13 : 22 نعم نطق بهذا " الرجل " المختبر لحياة النعمة , بل هو الذى قال هذه الطوبى والغبطة اذ جعل الرب متكله فى جميع ادوار حياته , من وقت ان كان صبيا صغيرا يرعى غنم ابيه الى ان صار ملكا كبيرا ... تقول الايه : " طوبى للرجل الذى جعل الرب متكله ولم يلتفت الى الغطاريس " ومن الواضح ان الانسان لا يصدق شيئا مهما كانت صحته ان لم يتحقق بنفسه , ويختبره بذاته .. فبينما تكلم الله له المجد مرات كثيرة على افواه انبيائه القديسين : + انه هو الله وليس اخر + + وهو متكل جميع اقاصى الارض + + + يعد كل الذين يتكلون عليه بالخير والسعادة الابدية + + ويهدد الذى يخالف بالعذاب الابدى + نرى بنى البشر - لانقول اجمعهم - بل البعض منهم , لانه لا يخلو اى وقت ممن يتقى الله , ويتوكل عليه من كل قلبه , فريقا منهم اتخذوا لانفسهم اشياء مادية تزول وتفنى جعلوا اتكالهم عليها ... وهذا لم يفيدهم شيئا بل اهلكهم ... فيجب علينا ان نجعل الهنا القادر على كل شئ متكلا لنا لكى نخلص من كل هذه الشرور واخيرا نفوز بملكوت ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى له المجد مع ابيه الصالح والروح القدس ... بعد هذه الرسالة التى كتبها لنا ابينا ومرشدنا البابا كيرلس ليعلمنا فيها ان المتكل الوحيد هو الرب .. فلندرب انفسنا على الاحتياج الاساسى وهو الاحتياج للواحد " رب المجد " لان الباقيات كما سبق وتكلمنا سوف تزاد لنا .. على ان تكون لنا ... الشركة الكاملة مع العريس السماوى وفى هذا يقول القديس مقاريوس الكبير : ان العذراء المخطوبة لرجل تقبل منه هدايا كثيرة قبل الزواج " جواهر وملابس واوانى ثمينة "... ولكنها لا تقتنع ولا ترضى بكل هذه الهدايا الى ان يأتى يوم العرس الذى فيه تصير واحدا معه ... كذلك النفس المخطوبة كعروس للعريس السماوى فأنها تنال منه كعربون من الروح مواهب شفاء او معرفة او اعلانات ... وكافة العطايا الحسنة ولكنها لا تقنع بهذه العطايا بل تترجى الوصول الى الشركة الكاملة معه والاتحاد به .. اى المحبة التى لاتتغير ولا تسقط ابدا .. بل تحرر طالبيها من الشهوات والقلق والتشويش ... والطفل الصغير الذى يزينونه بجواهر وملابس ثمينة فأنه حينما يجوع لا يفكر فى شئ مما يلبسه ويهتم فقط بالوصول الى ثدى مرضعته ليحصل منها على اللبن ... وعلى هذا المثال يمكنك ان تقيس العطايا المادية بالنسبة لاحتياجنا ليسوعنا .. فهو الذى فيه الشبع الروحى الدائم ... ولكن حبيبى .... نحن مازلنا فى العالم وما دمنا فى العالم فمن المؤكد وجود الكثير من المغريات .... فكيف يمكننا التغلب على هذه المغريات الارضية ؟؟؟ حبيبى ... الجواب هو الله والله وحده وليس غيره ... وليكن كل شئ من خلاله ... فلنبدأ من الآن فى تقوية قنوات الاتصال بيننا وبين الله ... ولكن حبيبى ... فلتعلم ان الحياة مع الله هى جهاد دائم .. لان عدو الخير دائما يحاول ان يطفئ حرارتنا المشتعلة... حب الله ... منقول |
|