|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بالتأكيد رأوا في الله شيئاً مختلفاً جعلهم يتبعوه سليمان .. كان يملك كل شيء، كل خيرات الأرض عنده وكل ما تشتهيه عينه وتطلبه يداه كان يملكه ، وكان يمتاز بالحكمة الشديدة لم يكن ملك مثله في الأرض جكيماً، برغم كل هذا نراه يقول: "رَأَيْتُ كُلَّ الأَعْمَالِ الَّتِي عُمِلَتْ تَحْتَ الشَّمْسِ فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ." الذي وصل لأكبر غِنى وأعلى مجد وحكمة، يشهَدُ أن كل هذه باطلة ولا معنى ولا بقاء لها، بل ما يَبقَ وما فيه الشِبعُ الأحقّ هو العيش مع الله، العيش لمعرفتهِ. هل تبحث عن غِناك وشِبعك في غيرِ معرفتهِ؟ أيوب.. الرجلُ التقيِّ المخلص، خسر كل شيءٍ في لحظة، فانقاد نحو الله بعاتبه بغضبٍ وحيرةٍ وتأوهاتٍ وتساؤلات، وفي نهاية حواره الطويل مع الله نراه يقول: "بِسَمْعِ الأُذُنِ قَدْ سَمِعْتُ عَنْكَ، وَالآنَ رَأَتْكَ عَيْنِي." أدركَ أنَّ آلامه ومشقّاتهِ كانت السبيل الأفضل ليرى عُمقاً مختلفاً في القرب من الله ، ليختبر عمقاً أكبر وأعظم في معرفتِهِ. هل مستعدٌ للمرور بالآلام والصعوبات في سبيل الوصول لأعماقٍ مختلفةٍ من معرفتِهِ؟ بولس.. بولس المبشّر والكارز الأعظم، الذي نظنُّه قد وصل إلى أعلى وأكبر درجات العلاقة والقرب من الله نراه في قرب النهاية يقول: " لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا ، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ." مازال مستعدّاً لخسارة كل شيء والتخلِّي عن كل ما لديه في سبيل المزيد من التقرُّب لالله ، في سبيل المزيد من المعرفة، المعرفة فقط. هل في المعرفةِ فقط كفايتك؟ موسى .. موسى، أعظم قادة التاريخ، الذي اغتنى بالمعارف العلمية في مصر، واعتلى أعلى مناصبها، ومن ثمَّ قاد شعباً بأكمله في رحلةٍ مع الله، نراه قرب النهاية يقول: "فَالآنَ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَعَلِّمْنِي طَرِيقَكَ حَتَّى أَعْرِفَكَ لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ". الذي قاد شعب إسرائيل كله في البرية لمدة 40 سنة، وعلّمهم اتّباع الله وأراهم تعاليمه وطريقه، نراه مازال يطلب أن يعلِّمه الله طريقة، مازال يطلب معرفةً أعمقَ له. هل أعمالك وإنجازاتُك تُشعرك بالاستغناء عن معرفة الله؟ |
|