|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذ يعلن المرتل عجز والديه عن مساندته أو حتى ملازمته أثنا الضيق، وجد في الله الأبوة السماوية الحانية القادرة أن تخلصه من أعدائه، وترد له كرامته فيرفع رأسه عليهم. أنه مازال على الأرض، يدخل دومًا في صراع مع العدو الروحي، وهو في هذا لا يحتاج إلى خريطة نرشده في معركته بل إلى قائد يمسك بيده، ويخيفه فيه، ويجتاز به أرض المعركة، واهبًا إياه روح النصرة، لذا يقول: "اهدني في سبيل مستقيم من أجل أعدائي" [11]. يتقدم السيد المسيح كمرشد وطريق في نفس الوقت، يسند المؤمن ليجتاز الطريق الملوكي الضيق، طريق الصليب، بلا توقف ولا تراجع. * اهدني الاستقامة في الطريق الضيق، فإنه لا يكفي أن أبدأ، إذ لا يكف الأعداء عن مضايقتي حتى أبلغ غايتي. "لأنه قد قام عليّ شهود ظلمة، كذب الظلم لذاته" [12]. لا يقدم الظلم التهنئة لنفسه إلا بتحقيق البطلان الذي له، لكنه أخفق في إزعاجي، لذلك صار لي الوعد بمكافأة أعظم في السماء: "وأنا أؤمن إني أُعاين خيرات الرب في أرض الأحياء" [13]. القديس أغسطينوس وجد الظلم له شهود كثيرين ووجدت أنا بالإيمان الله أبًا وأمًا وسندًا لي. ينتهي الظلم ببلوغ غايته وهو البطلان والدمار، وأبلغ أنا غايتي إذ أُعاين ما وعدني به الله من بركات في السماء "أرض الأحياء". يتكئ الأشرار على الظلم فينهارون معه، واتكئ أنا على الإيمان فارتفع به إلى أرض الأحياء. |
|