اعتاد بعض اللصوص أن يقتحموا قلايته باستمرار ويسرقوا رداءه وطعامه، أما هو فلم يكن يبالي بما يسرق منه، لكن إذ تكرر الأمر ترك موضعه وانطلق إلى الصحراء حتى لا يزعجه هذا الأمر. أحضر ثعبانيين وطلب منهما حراسة باب مسكنه، وإذ جاء اللصوص كالعادة فجأة ظهر الثعبانان فاضطربوا وولوا هاربين، لكنهم من الخوف سقطوا على وجوههم. التقى بهم الطوباوي أمون، وفي محبة حازمة قال لهم: "انظروا كيف صرتم أشر من الثعابين، فإن هذه المخلوقات تطيع أوامرنا من أجل الله، أما أنتم فلا تخافون الله ولا توقرون عبيده". في محبة اقتادهم إلى مسكنه، وقدم لهم طعامًا ووعظهم، طالبًا منهم أن يقدموا توبة ويتركوا هذا المسلك، للحال تابوا والتصقوا به، وصاروا رهبانًا في الدير، وقد فاقوا الكثيرين في أعمالهم الروحية، حتى صاروا قادرين على عمل المعجزات.