|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذيان الأشرار وحق الوصية مع اشتياقه نحو المخلص وطول انتظاره لمجيئه وتمتعه بتعزياته يشعر المرتل بالمرارة التي تحل به بسبب مؤامرات الأشرار وافتراءاتهم وخداعاتهم، مقارنًا بين كلماتهم المهلكة وكلمة الله الواهبة الحياة. "كم هي أيام عبدك؟! متى تصنع لي حكمًا من الذين يضطهدونني؟!" [84] * الذين يضطهدون المؤمنين هم الشياطين، يحاربوننا إما بواسطة الناس أو بدونهم، فيلتمس النبي من الله طالبًا كسر قوتهم وإخضاعهم تحت أقدامنا. أنثيموس أسقف أورشليم * هذه هي كلمات الشهداء في الرؤيا (10:6،11)، فقد طُلب منهم طول الآناة حتى يتم عدد رفقائهم. "كم هي أيام عبدك؟" يسأل جسد المسيح بخصوص عدد أيامه، ماذا تكون في هذا العالم. هذا لا يفترض توقف وجود الكنيسة هنا قبل نهاية العالم، أو أنها تنسحب منه... أظهر بالحقيقة أن الكنيسة تبقى على الأرض إلى يوم الدين عندما يحل الآنتقام بمضطهديها. ولكن إن كان أحد يندهش لماذا قُدم هذا السؤال... فقد سأل التلاميذ سيدهم ذات السؤال، وأجابهم: "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات" (أع7:1). القديس أغسطينوس يستدر المرتل مراحم الله بحديثه عن قصر أيام غربته، فإن حياته الزمنية تفنى سريعًا وها هي أحزان العدو بالأكثر تدمرها، لذا يطلب نجدة الله وسرعة تدخله ليرى عجائبه قبل رحيله. إنه يصرخ طالبًا عدل الله ضد عدو الخير وضد أعماله الشريرة. "تكلم معي مخالفو الناموس بكلام هذيان لكن ليس كناموسك يا رب" [85]. يرى القديس أغسطينوس أن الكلمة اليونانية المترجمة "هذيان" يترجمها البعض "الملذات"، بمعنى أن مخالفي الناموس يدخلون في مناقشات تحمل نوعًا من اللذة الفكرية. * يضيف: "لكن ليس كناموسك يا رب" [85]، لأن ما يبهجني هو الحق لا الكلمات. القديس أغسطينوس * لكي يضطهدونني يروون لي قصصًا مبهجة، أما أنا ففضلت ناموسك عنها، "لأن كل وصاياك هي حق"، أما مناقشاتهم فتحمل بطلانًا متزايدًا. لهذا يضطهدونني باطلًا، إذ لا يضطهدون فيَّ إلاَّ الحق. إني محتاج إلى عونك كي أجاهد من أجل الحق حتى الموت. هذه هي وصيتك، وهي أيضًا الحق. القديس أغسطينوس يحاول العدو أن يخدعني بكلام هذيان، أيضًا يغويني بالملذات، لكن المرتل يدرك أن لذته الحقيقية هي في ناموس الرب. * تطلع أيها الرب إلهي، أين هي لذتي؟ يخبرني الأشرار عن الملذات، لكن ليست هناك لذة مثل ناموسك يا رب!. القديس أغسطينوس * الهذيان هو أقوال العالم وتعاليم اليهود التي اتخذوها من تقليدات بشرية (تخالف الكتاب المقدس) وتفاسير الهراطقة، وكتب غير المؤمنين، هذه كلها لا نفع منها ولا خلاص مثلما في ناموس الله... لقد طرد اليهود ربنا يسوع المسيح ورسله القديسين، وطرد غير المؤمنين المسيحيين، لا بسبب سرقة أو فسق أو ظلم أو قتل أو شيء آخر يوجب الموت، وإنما لأجل كلامهم بالحق. هذا عمل ظلم ونفي للحق... كاد الأشرار أن يفنوا حياتي ويجعلونني مولعًا بالأرضيات، أما أنا فلم أبرح عمل وصاياك. أنثيموس أسقف أورشليم "لأن كل وصاياك هي حق. وبظلم طردوني فأعني" [86]. "عما قليل أفنوني على الأرض. وأنا فلم أرفض وصاياك" [87]. * تمت مذبحة عظيمة للشهداء وهم يعترفون بالحق ويشهدون له. وإذ لم يحدث هذا باطلًا يضيف: "أعني، وأما أنا فلم أترك وصاياك". القديس أغسطينوس لقد أدرك المرتل أن طريق الرب مملوء متاعب. يثيره العدو ناكرًا العناية الإلهية لكي يلقيه أرضًا أو يفنيه تمامًا، لكن لم يرفض المرتل وصايا الرب التي تحول اضطهادات الأشرار له إلى أكاليل مجد. عبارات النبي هذه يرددها كل مؤمن في صلاة نصف الليل، لأنها كلمات تمس الواقع اليومي للإنسان التقي الذي لا يكف العدو عن مقاومته بكل الطرق، سواء كان شابًا أو شيخًا، رجلًا أو امرأة! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | كلمتك تبدد هذيان العدو |
مزمور 119 | تكلم معي مخالفو الناموس بكلام هذيان |
مزمور 119 | الوصية ومؤامرات الأشرار |
مزمور 119 | الوصية والغلبة على الأشرار |
مزمور 119 |الوصية استنارة |