|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد 29 السبت 03 اغسطس 2013 بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله.أما الجسدانيون,فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية... حبيبي تحول وعبر (2) نش5:6 متي تتصالح الإرادة مع مشاعر القلب وتخضع لها؟ متي أسمع صوت حبيبي فأقفز من علي فراشي ولا أطيق أن أنام إنما أخرج أنا أيضا معهطافرا علي الجبال وقافزا علي التلال2:7أتبعه حيثما كان... يكفي أنه تنازل وأتي إلي ويكفي أنه ناداني باسمي.. إن نداء الرب له تأثيره العميق مهما تكاسلت عنه. إن كلمة الرب قوية وفعالة ومثل سيف ذي حدين ولايمكن أن ترجع إليه فارغة..هذا الصوت الذي رن في أذني قد رن بالأكثر في قلبي ومهما كنت نائمة لابد سأقوم... قمت لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرانش5:5والمر هو عطر سائل. هذه النفس المتدللة كانت يداها تقطران مرا...أي لم تكن تكتفي بأن ترش شيئا من العطر علي يديها بل كانت تغطسهما في إناء مملوء من عطر المر وهي راقدة علي فراشها حتي تقوم ويداها تقطران مرا.... هذه النفس المتدللة المتكاسلة التي اعتذرت عن القيام للرب,بقولهاخلعت ثوبي فكيف ألبسه؟غسلت رجلي فكيف أوسخهما..؟!ونظافة رجليها أكثر من تفكيرها في الرب وفتح مكان له في حياتها. هذه النفس المتدللة حينما قامت أخيرا لتفتح للرب, قامت متأخرة,وكان حبيبها قد تحول وعبر وتركها لفترة مريرة من فترات التخلي... لقد زارتها النعمة ثم تركتها بسبب تكاسلها وتراخيها... كثيرا ما تزور النعمة إنسانا ولكنها تنظر إلي مدي تجاوبه مع عملها فيه إن وجدته حارا في الروح يشترك في العمل الإلهي مع نعمة الرب,ألهبته النعمة بالحب وصار بعمله معها شريكا للروح القدس.. أما إن تراخي وتكاسل واستهان بدعوة الله فإن النعمة تتركه ويترك هذا الإنسان وحيدا يقاسي مرارة التخلي... وسنضرب مثلا لهذا التكاسل الذي يسبب التخلي.. قد تستيقظ من النوم وتسمع صوتا عميقا يناديك من الداخل قم صل قف وتكلم مع الله ليكن الله هو أول من تحادثه في هذا اليوم لاتتكاسل لاتهمل الصلاة مثل أمس وقبل من أمس..ولكنك تقول نعم سأصلي ولكن بعد أن أغسل وجهي بعد أن أسرح شعري بعد أن أرتب ملابسي بعد أن أقضي هذا الأمر أو ذاك..ثم تشغلك عوائق كثيرة عن الصلاة أو تقف لتصلي وتجد فكرك مشتتا وعددا من الموضوعات قد دخل فيه ولاتجد الحرارة السابقة فتقول في مرارة حبيبي تحول وعبروتتذكر قول داوديا الله أنت إلهي إليك أبكر عطشت نفسي إليك أنا أستيقظ مبكرا... كم مرة لمست النعمة قلوبنا ولكننا تكاسلنا فضاع الشعور وضاعت العاطفة وبردت الحرارة وتحول حبيبنا وعبر... كثير من الناس ضاعت الفرصة منهم لأنهم قاموا للرب متأخرين مثل العذاري الجاهلات جئن بعد أن أغلق الباب.. لماذا إذن تتأخر في الاستجابة للرب؟!لو أن هذه النفس عندما قالت صوت حبيبي قارعاقامت بسرعة وفتحت له حتي قبل أن يتكلم لكانت قد تمتعت بالوجود مع الرب وما بكت قائلة: نفسي خرجت عندما أدبر طلبته فما وجدته دعوته فما أجابني. عجيب هذا الأمر حقا..الله المحب الحنون الذي يقول فيما تدعو إني أنا أستجيبتقول عنه العروس هنادعوته فما أجابني!!الله الذي يقول أطلبوني تجدواتقول عنه عذراء النشيدطلبته فما وجدته!! إن الحب يا إخوتي هو أكثر العواطف حساسية وأكثرها تأثيرا, ولا يوجد شيء أكثر إيلاما للقلب من أن تحب إنسانا فيتجاهلك وتقرع بابه فلا يفتح لك لهذا قال الربجرحت في بيت أحبائي. لقد سعي الرب إلي هذه النفس طافرا علي الجبال قافزا علي التلال وخاطبها بأرق الألفاظ افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي...ومع كل ذلك لم تستجب لذلك تركها لتختبر البعد عنه...لعلها وجدت أنه هو الساعي فتدللت وتثاقلت..ورأت أنه هو الطارق فتناومت وتكاسلت وكما يقول المثل:إذا كثر العرض قل الطلب. لذلك ابتعد الرب عنها لكيما تشتاق له وتركها لكي تسعي إليه وحرمها هذا الحب حتي لاتحسبه رخيصا فتهمله وجعلها تقاسي مرارة البعد,حتي تقدر حلاوة الحب... إن المحبة يا ابنتي ليست ضريبة تفرض عليك ليست أمرا ترغمين عليه أو تغصبين نفسك علي ممارسته بل هي اشتياق وانجذاب...أنت لاتريدين أن تفتحي لي,لا مانع سأتركك إلي حريتك إلي أن تشعري بأهمية وجودي في حياتك إلي أن تفهمي مدي حاجتك إلي الوجود معي.وحينئذ ستندمين علي بعدك وسترجعين... |
28 - 08 - 2013, 01:50 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: تأملات في سفر نشيد الأناشيد 29 (2)
ميرسي كتير ربنايعوض تعبك
|
|||
|