منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 07 - 2014, 08:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

مزمور 150 - تفسير سفر المزامير
تسبيح مسكوني!



طبقًا للنص العبري هذا المزمور هو الأخير لسفر المزامير كله. أما في الترجمة السبعينية، فيوجد المزمور المائة والحادي والخمسون.
جاء هذا المزمور بدون عنوان ولا اسم واضعه في النسخة العبرية كما في كل النسخ القديمة. وهو ينتمي إلي كل خورس المرنمين وهم يرتلون معًا، مستخدمين كل أدوات الموسيقى في داخل الهيكل، مسكن الله مع الناس، عند ختام هللويا الكبيرة، كختامٍ للمزامير.
يبدأ سفر المزامير بتطويب الإنسان السالك في الوصية الإلهية والمتجنب للعثرة، خاصة مجالس الأشرار، وذلك للتمتع بمجاري مياه الروح القدس كي يحمل المؤمن ثمار الروح التي لا تنقطع (المزمور الأول). وفي هذا المزمور الأخير (حسب النص العبري) ينتهي السفر بدعوة مسكونية كي تشترك كل البشرية في الحياة السماوية المتهللة.
قلنا في المقدمة على سفر المزامير إن كثيرًا من الدارسين يرون في هذا السفر تطابقًا مع أسفار موسى الخمسة:
تتغنى الكنيسة كما بسفر التكوين (مز 1-41)، حيث يتمتع الإنسان بالخلاص.
وبسفر الخروج (مز 42-72)، حيث يتمتع المؤمن بالعضوية الكنسية كطريق للاتحاد مع المخلص.
وبسفر اللاويين (مز 73-89)، حيث يُبهر المؤمن بالهيكل الجديد المقدس المُقام في أعماقه.
وبسفر العدد (مز 90-106)، حيث يتقدس الجسد ليكون مع النفس في رحلة نحو حضن الآب بالسيد المسيح القدوس.
وأخيرًا بسفر التثنية (مز 107-150)، حيث يجد المؤمن لذته في كلمة الرب الحية العاملة فيه.
جاء ختام الكتاب الخامس من المزامير يركز على كلمة "سبحوا" في المزامير 146 حتى 150. فإن غاية كلمة الرب الدخول بالمؤمن إلى الحياة السماوية المتهللة، وعودة الإنسان إلى أصله قبل السقوط، بل وإلى ما هو أعظم مما كان عليه، حيث يتأهل للشركة مع السمائيين، فيتحول كما إلى قيثارة يعزف عليها الروح القدس بسيمفونية الحب والفرح الذي لا ينقطع. لا نجد في هذه المزامير الخمسة أية نغمة للأنين أو الصراخ، بل نسبح بفرحٍ مجيدٍ لا يُعبر عنه.
هذا المزمور الختامي في النص العبري هو دعوة لتسبيح الرب. استخدمت كلمة "تسبيح" هنا 13 مرة.
1. أين نسبح الله؟ على المستوى المحلي والمسكوني، في الهيكل وفي السماوات [1]، نسبحه أينما وُجدنا مادمنا نود أن ننعم بعربون السماء.
2. لماذا نسبحه؟ من أجل أعماله معنا، ولأجله شخصه. كلما تعرفنا عليه وعلى أعماله نستعذب تسبيحه.
3. كيف نسبحه؟بالصوت (الفم) كما بالآلات الموسيقية التي تشير إلى أعضائنا، بل وإلى كل كياننا الجسدي والروحي.
4. من الذين نسبحه؟ كل كائن يتنسم نسمة [6]، بل وحتى المخلوقات التي لا تتنفس تسبحه (148: 7-9). وبالتالي يلزمنا نحن البشر أن نسبحه. نسمة حياتنا هي من عنده (أع 17: 25)، لذا وجب أن نستخدمها لتسبيح اسمه.
النَفَسْ هو أضعف شيء فينا، لكننا نستطيع أن نكرسه لأعظم عمل نقدمه، وهو التسبيح لله!
فسّر القدّيس إكليمنضس السكندري المزمور 150 الذي تسبحه الكنيسة أثناء التناول من الأسرار المقدسة بطريقة رمزية جميلة، فيها قدّم الكنيسة المقامة بعريسها القائم من الأموات، كأداة موسيقيّة حيّة، يعزف عليها الروح القدس ليخرج تسبحة حب عذبة. يقول:
[في الخدمة الإلهيّة يترنم الروح...
"سبّحوه بصوت البوق"، لأنه بصوت البوق يقيم الأموات.
"سبّحوه بالمزمار"، فإن اللسان هو مزمار الرب.
"سبّحوه بالقيثارة"، هنا يقصد الفم الذي يحرّكه الروح كالوتر.
"سبّحوه بطبول ورقص"، مشيرًا إلى الكنيسة التي تتأمّل القيامة من الأموات، خلال وقع الضرب على الجلود (إشارة إلى الأموات).
"سبّحوه بالأوتار والأرغن"، يدعو جسدنا أرغنًا، وأعصابه الأوتار التي يضرب عليها الروح، فتعطي أصوات بشريّة منسجمة.
"سبّحوه بصنوج حسنة الصوت": يدعو اللسان صنجًا، إذ يعطي الصوت خلال الشفتين.
لذلك يصرخ إلى البشريّة قائلًا: "كل نسمة فلتسبح اسم الرب"، لأنه يعتني بكل مخلوق يتنفّس. حقًا إن الإنسان هو آلة السلام[1].]
في نفس الفصل الرابع من الكتاب الثاني من "المربّي" أوضح القدّيس إكليمنضس السكندري أن الكنيسة لم تستخدم في عصره الآلات الموسيقيّة، معلّلا ذلك بأن هذه الآلات استخدمتها الأمم والشعوب لإثارة الحقد والضنينة في الحروب، فكان شعب Etruria غرب وسط إيطاليا يستخدمون البوق، وشعب أركاديا Arcadia باليونان يستخدمون المزمار، والكرّيتيّون يستخدمون القيثارة، والمصريّون يستخدمون الطبول، والعرب يستخدمون الصنوج في الحرب. "أما آلة السلام الواحدة فهي "الكلمة" الذي به وحده نكرّم الله. هذا هو ما نستخدمه! إنّنا لا نستخدم الآلات القديمة من مزمار وبوق وطبول وصفارة هذه التي يستخدمها المختصّون في الحروب وفي حفلاتهم.

1. أين نسبح الله؟
1.
2. لماذا نسبحه؟
2.
3. كيف نسبحه؟
3-5 (أ).
4. من الذي نسبحه؟
5 (ب).
من وحي المزمور 150
مزمور 150 - تفسير سفر المزامير - تسبيح مسكوني!
[FONT=""]1. أين نسبح الله؟[/FONT]

هَلِّلُويَا.
سَبِّحُوا اللهَ فِي قُدْسِهِ.
سَبِّحُوهُ فِي فَلَكِ قُوَّتِهِ [1].
هذه هي المرة الوحيدة التي جاءت فيها كلمة الله "ايل" مع كلمة "سبحوا"، وليس "يهوه". فإذ يجتمع الخورس كاملًا، حاملين كل أدوات الموسيقى، ومرتلين جميعًا بصوتٍ واحدٍ في الهيكل، بروح الفرح مع القوة، يسبحون الله القوي الكائن بذاته، المقيم عهدًا مع بني البشر، الذي يباركهم ويخلصهم للتمتع بالحياة الأبدية[2].
يشعر المرنمون وهم مجتمعون معًا في الهيكل كمن هم في السماء حيث المقادس الإلهية، أو في حضن الله القدوس "قدسه". إنهم قائمون في فلك قوته!
جاءت كلمة "جلد" هنا المستخدمة في تك 1: 6، وهي مشتقة من فعل معناه يضرب أو ينشر بالضرب مثل الذهب[3]. فالله مُسبح بواسطة السمائيين كما بواسطة كنيسته المنتشرة والممتدة والمرتفعة كجلد السماء.
إذ يرتفع المؤمن بروح الله عن العالميات، يشهد لعمل الله الخلاصي وقدرته الفائقة، فيترنم: "السماوات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه" (مز 19: 1).
إذ يبدأ المرتل بالتسبيح لله في قديسيه، يعلن التسبيح له في فلك قوته. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم إنه بهذا يعلن أن الله خلق السماء sky لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السماء. كما يرى الذهبي الفم أن الملائكة الساكنين في السماء، يشاركون في التسبيح لله.
* من الواجب أن يُسبح الله من قبل السالكين في القداسة والموجودين فيها، لأنه خارج عن القداسة والطهارة تكون أرضًا غريبة. فكيف يمكن أن يُسبح لله في أرض غريبة؟ وكيف تُطرح القدسات للكلاب، والجواهر أمام الخنازير...؟
يقول النبي المعظم: "سبحوا الله في قديسيه"، أعني سبحوه وأنتم في مصاف القديسين. وأيضًا معناه سبحوا الله من أجل القديسين، شاكرين، لأنه جعل الناس بنعمته قديسين، وأضافهم إلى الملائكة، لأجل سيرتهم الطاهرة، ومنحهم مواهب عظيمة.
الأب أنسيمُس الأورشليمي
* "سبحوا الرب في قديسيه" [1]. وفي نسخة أخرى: "في قدسه"، وفي ثالثة: "في المُقدَّس له". هنا إشارة إلى الشعب المقدس أو الحياة المقدسة أو القديسين.
لنلاحظ كيف بدوره يختم السفر بالشكر، معلمًا إيانا كيف تكون بداية أعمالنا وكلماتنا ونهايتها هكذا (بالشكر). هكذا أيضًا يقول بولس: "كل ما عملتم بقولٍ أو فعلٍ، اشكروا الله الآب بالمسيح" (راجع كو 3: 17).
هذا هو طريق بداية صلاتنا، حيث نبدأ بالقول: "أبانا"، وهذا يحمل شكرًا، لأجل إحساناته، مظهرين أن هذا كله يليق أن يُنسب إلى اسمه.
بالقول: "أبانا" تعترفون بالبنوة، وبالاعتراف بالبنوة تعلنون عن البرّ والتقديس والخلاص وغفران الخطايا والانقياد بالروح. تُقدم كل هذه أمامنا، كما ترون، فنتمتع بالبنوة ونتأهل لدعوة الله أبًا[4].
* يبدو لي أنه يلمح إلي شيء آخر بقوله: "في قديسيه"... فهو يشكر، لأنه يقدم مثل هذا الطريق العجيب من الحياة إلى كياننا، بمعنى يجعل الكائنات البشرية ملائكة[5].
القديس يوحنا الذهبي الفم
مزمور 150 - تفسير سفر المزامير - تسبيح مسكوني!
[FONT=""]2. لماذا نسبحه؟[/FONT]

سَبِّحُوهُ عَلَى قُوَّاتِهِ.
سَبِّحُوهُ حَسَبَ كَثْرَةِ عَظَمَتِهِ [2].
نتطلع إلي عظمة قدرته وحبه ورعايته ونعمته وما يعده للمؤمنين من أمجاد سماوية أبدية وبرّه وعدله، لا نكف عن تسبيحه بكل طاقاتنا وبكل وسيلة. لا يُمكن إدراك عظمة الله في كمالها، ولا التعبير عنها، لذا لن نتوقف عن التسبيح له، مع دعوة كل الخلائق لتشاركنا تذوق عذوبة التسبيح له.
تسبيحنا لله العجيب في قدرته ومحبته، لا يسكب فقط عذوبة في نفوس مسبحيه، وإنما يهبهم أيضًا شركة معه، فيسكب فيهم من قدرته وصلاحه وبرّه، ويصيرون أيقونة حيَّة تنجذب نحو الأصل.
* "سبحوه على قواته" [2]... أي خلال عجائبه، خلال القوة التي يعلنها في كل الأمور، في الذين في الأعالي والذين أسفل، في الجماعة ككل، والأشخاص على وجه خصوصي، في كل شخصٍ تحت أي ظرف، وفي كل الأشخاص في كل الظروف[6].
* "سبحوه حسب عظمته"... ألا ترون عقلًا ملتهبًا بالنار، يجاهد ويعاني لكي يتغلب على محدوديته، ليطير إلى السماء عينها، وفي عبودية لله، يقدم له اشتياقه العميق؟[7]
القديس يوحنا الذهبي الفم
مزمور 150 - تفسير سفر المزامير - تسبيح مسكوني!
[FONT=""]3. كيف نسبحه؟[/FONT]

سَبِّحُوهُ بِصَوْتِ الصُّورِ.
سَبِّحُوهُ بِرَبَابٍ وَعُودٍ [3].
صوت الصور (البوق) showpaar: جاءت الكلمة الأصلية تعني سمو الصوت وبهجته وعظمته[8].
برباب neebel:
العود: أصل الكلمة kinowr غير معروف معناها. وقد اقتبست كل اللغات الاسم عن العبرية. ووردت في الترجمة السبعينية قيثارة kithara أو كينارة kinura. وهي آلة وترية أخرى، يُعزف عليها بالأيادي أو الأصابع[9]. جاء في سفر التكوين (4: 21) أنه اخترعها يوبال. كثيرًا ما ذكرها المرتل (مز 32: 2؛ 43: 4؛ 49: 5) وأيضا في إش 5: 12.
يرى البعض[10] أن الآلات الموسيقية الواردة في هذا المزمور كانت مستخدمة في العبادة اليهودية. معظمها قد تجمع حاليًا في الأرغن، حتى لا تستخدم بآلات منفصلة متعددة، بل يمكن لشخصٍ واحدٍ أن يستخدمها في تناغمٍ معًا.
الرباب nebel: اشتقت عنها الكلمة اليونانية nablion واللاتينية nablium وnabla. وهي آلة منفوخة hollow وترية ربما تشبه الجيتار[11]. يظن أنها على شكل زجاجة كانت تستخدم في الشرق، ربما علي شكل وعاء جلدي، كان يحفظ فيه الخمر (1 صم 10: 3؛ 25: 18؛ 2 صم 16: 1). كانت في البداية تصنع من خشب التنوب fir، وبعد ذلك صارت تصنع من شجرة almug، ويبدو أنها صارت بعد ذلك تصنع من المعدن (2 صم 6: 5؛ 1 أي 13: 6). كان الجزء الخارجي من الآلة من الخشب، تشد عليه أوتار بطرق مختلفة. يقول يوسيفوس إنه كان لها 12 وترًا، كما يقول إنه كان يُعزف عليها بالأصابع[12].
يحسبها هيسيخيوس آلة وترية، ويرى أنه كان يُلعب عليها باليدين معًا.
يرى القديس جيروم وايسدروس وكاسيدورسأنها كانت على شكل الحرف دلتا D اليونانية.
سَبِّحُوهُ بِدُفٍّ وَرَقْص.
سَبِّحُوهُ بِأَوْتَارٍ وَمِزْمَارٍ [4].
الدف: بالعبرية top وهي الطبلة drum، آلة تضرب بالأيادي.
رقص: كان الرقص عند اليهود يصحبه استخدام الدفوف. يقول آدم كلارك إن الكلمة العبرية maachowl لا تعني مطلقًا الرقص.
أوتار أو آلات وترية miniym.
مزمار nwgaab: مشتقة من كلمة aagab وتعني ينفخ. لم يٌذكر عن هذه الآلة أو غيرها من آلات النفخ كانت تستخدم في الهيكل (كالمزمار pipes). ويري البعض أنها ذكرت هنا، لأنها كانت تستخدم في عيد تدشين الأسوار كعلامة عن البهجة. وتمثل كل أصناف الآلات الموسيقية التي بالنفخ.
سَبِّحُوهُ بِصُنُوجِ التَّصْوِيت.
سَبِّحُوهُ بِصُنُوجِ الْهُتَاف [5 ا].
التسبيح بالصنوج بصوتٍ عالٍ وهتافٍ يتناسب مع التسابيح العالية (نح 12: 27). ما هي الصنوج العالية، إلا صوت القلب الداخلي الذي يبلغ إلى عرش نعمة الله دون عائق، والذي يترجمه المؤمن ببذل كل جهدٍ، وترك كل شيءٍ، حبًا في ذاك الذي بذل ذاته عنا. تشبه الصنوج الأطباق، كل طبق يضرب في آخر، فيحدث صوتًا عاليًا.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن الله أوصى باستخدام الآلات الموسيقية في العهد القديم من أجل ضعفهم الروحي، حتى تثيرهم للغيرة المقدسة والتسبيح لله. أما الآن وقد بلغ الإنسان النضوج الروحي، فإنه يستخدم كل أعضاء جسده كآلات موسيقية تعبر عما في قلبه من حبٍ وشكرٍ لله.
* إنه يشغِّل كل الآلات الموسيقية، ويحث على تقديم الموسيقى له بواسطة جميعها، لتلهب عقولهم وتثيرها. وكما يحث اليهود أن يسبحوا الله بكل آلات الموسيقى، هكذا يحثنا أن نفعل هذا بكل أعضائنا الجسدية: العين واللسان والسمع واليد. وذلك كما أشار بولس في الكلمات: "أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حيَّة مقدسة مرضية عند الله، عبادتكم العقلية" (رو 12: 1)
العين تسبح، كما ترون، عندما يكون بصرها مضبوطة؛ واللسان عندما يرنم، والسمع عندما لا يقبل نغمات شريرة، ولا سب قريبه. والفكر يسبح عندما لا يفكر في خطط شريرة، بل يرتبط بالحب. والقدمان يسبحان عندما لا يجريان نحو الشر، بل لممارسة الأعمال الصالحة. واليدان عندما لا يُستخدمان في اللصوصية والطمع والعنف، بل في تقديم الصدقة والدفاع ضد المخطئين. بهذا يصير الشخص قيثارة ذات نغمات تقدم لله نوعًا من السيمفونية المتناغمة الروحية.
لقد عُهد إليهم استخدام هذه الآلات الموسيقية في ذلك الحين بسبب ضعفهم، ولأجل تهدئة أرواحهم، فتتمشى مع الحب والتناغم، ولإثارة عقولهم للعمل بما فيه الكفاية والمساهمة فيما هو لنفعهم، وهي تهدف نحو قيادتهم إلى الغيرة العظيمة خلال مثل هذا الاندماج (في الموسيقى)[13].
القديس يوحنا الذهبي الفم
* عندما نرفع أيادينا الطاهرة في الصلاة، دون نزاع أو جدال (1 تي 2: 8)، نعزف على أداة ذات عشرة أوتار للرب. نعزف كما كتب المرتل، بأداة ذات عشرة أوتار وقيثارة، بلحن على قيثارة. أجسادنا ونفوسنا هما قيثارتنا تعمل في تناغمٍ معًا بكل أوتارهم في لحنٍ![14]
القديس جيروم
مزمور 150 - تفسير سفر المزامير - تسبيح مسكوني!
[FONT=""]4. من الذي نسبحه؟[/FONT]

كُلُّ نَسَمَةٍ فَلْتُسَبِّحِ الرَّبَّ.
هَلِّلُويَا [5 ب].
مع استخدام كل آلة ممكنة للتسبيح، جاءت الدعوة لكل الكائنات العاقلة السماوية والأرضية أن تكون خورس واحدًا متناغمًا، يسبح لله. وكما يقول الرسول: "لكي تمجدوا الله أبا ربنا يسوع المسيح، بنفسٍ واحدةٍ، وفمٍ واحدٍ" (رو 15: 6).
إن أروع موسيقي تُقدم للتسبيح لله لا تصدر عن آلاتٍ صماءٍ وأوتارٍ لا حياة فيها، إنما عن قلوب ملتهبة بالحب لله والناس. الدعوة هنا موجهة للتسبيح بقلوبٍ مملوءة ثقة ويقينًا ورجاءً في المخلص. نسبحه خلال إيماننا الحي، به نغلب قوات الظلمة، ونشارك السمائيين حبهم لله وطاعتهم ونقاوتهم ووحدتهم معًا.
* ليتنا نسبح الله بلا انقطاع، فلا نفشل في تقديم التشكرات عن كل شيءٍ بالقول والفعل. هذه كما ترون، هي ذبيحتنا وتقدمتنا، هذه هي أسمى العبادة، تشبه حياة الملائكة. إن ثابرنا على تسبيح الله بهذه الكيفية، ننعم بحياة بلا لوم، ونتمتع بالخيرات العتيدة[15].
القديس يوحنا الذهبي الفم
* يوجد كثيرون أحياء بالجسد لكنهم أموات ولا يقدرون على التسبيح لله... ويوجد كثيرون ماتوا بالجسد لكنهم يسبحون الله بأرواحهم.إذ يقال: "باركوا الرب يا أرواح ونفوس الصديقين..." (راجع دا 86:3 LXX)، "كل نسمةٍ فلتسبح الرب" (مز 5:150)، وفي سفر الرؤيا نجد نفوس الذين قُتلوا ليس فقط تسبح الله، بل وتطلب منه (رؤ 9:6-10). وفي الإنجيل يقول الرب للصدوقيين في وضوحٍ تامٍ: "أَفما قرأْتم ما قيل لكم من قِبَل الله القائل أنا إلهُ إبراهيم وإلهُ إسحق وإلهُ يعقوب، ليس الله إله أموات بل إله أحياءٍ (لأن الكل يحيا فيه)" (مت 31:22-32). وعمن يتحدث الرسول قائلًا: "لذلك لا يستحي بهم الله أن يُدعَى إلههم، لأنه أعدَّ لهم مدينةً" (عب 16:11)؟! فانفصالهم عن الجسد لا يجعلهم بلا عمل، ولا يفقدهم الإحساس والشعور[16].
الأب موسى
* تحفظ الخليقة كلها عيدًا يا إخوتي، وكل نسمة تسبح الرب كقول المرتل (مز 150: 5)، وذلك بسبب هلاك الأعداء (الشياطين) وخلاصنا.
بالحق في توبة الخاطئ يكون فرح في السماء (لو 15: 7)، فكيف لا يكون فرح بسبب إبطال الخطية وإقامة الأموات؟
آه. يا له من عيدٍ وفرحٍ في السماء!
حقًا. كيف تفرح كل الطغمات السمائية وتبتهج، إذ يفرحون ويسهرون في اجتماعاتنا، ويأتون إلينا، فيكونوا معنا دائمًا، خاصة في أيام عيد القيامة!
إنهم يتطلعون إلى الخطاة وهم يتوبون،
وإلى الذين يحولون وجوههم (عن الخطية) ويتغيرون،
وإلى الذين كانوا غرقى في الشهوات والترف، والآن هم منسحقون بالأصوام والعفة.
أخيرًا يتطلعون إلى العدو (الشيطان) وهو مطروح ضعيفًا بلا حياة، مربوط اليدين والأقدام، فنسخر به قائلين: "أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟" (1 كو 15: 55).
فلنرنم الآن للرب بأغنية النصرة.
القديس أثناسيوس الرسولي
مزمور 150 - تفسير سفر المزامير - تسبيح مسكوني!
من وحي المزمور 150

هلم نسبح الله في هيكل قدسه!


* كل الطغمات السماوية تهتف وتسبح بلا انقطاع!
هم في عيدٍ مستمرٍ،
وفرحٍ مجيدٍ بلا انقطاع!
أنت سرّ تهليلهم وهتافهم.
تُرى هل أدعوك أن تميل أذنك وتقبل تسابيح قلبي،
أم تهبني روحك، يطير بي إلى سماواتك!
هناك يلذ لي التسبيح بلغة السمائيين.
* في الجو السماوي المجيد، لا تفتر شفاه المسبحين،
وها أنت تقيم ملكوتك السماوي في أعماقي!
هب لي أن أترك كل شيءٍ،
وأنسى كل ما هو حولي.
أدخل إلي أعماقي التي تقدسها.
هناك يلذ لي التسبيح!
* من يستحق أن يعزف بما يليق بقداستك.
روحك القدوس يتنازل ويحتضني.
يعزف على أوتار نفسي وعقلي وعواطفي،
بل وكل طاقات جسدي وأعضائي،
فأصير بالحق قيثارة فريدة.
هي من عمل روحك العجيب!
* يلذ لي أن أسبحك،
فأنت لا تحتاج إلي تسبيحي، ولا إلي صلاحي.
تسبيحك يرفعني إلي سماواتك.
تسبيحك يدخل بي إلي أحضانك.
تسبيحك يضمني إلي طغمة السمائيين.
تسبيحك يفتح بصيرتي،
فأنهل من أعماق معرفتك.
* تسبيحك يزيد عطش كل البشرية إليك!
متى أرى كل إنسانٍ قد صار عضوًا في الخورس السماوي!
لتُعد يا رب بروحك القدوس كل البشر،
فيصير الجميع مع السمائيين خورس تسبيح فريدًا وعجيبًا!
لك المجد يا واهب التسبيح وقابله ذبيحة حبٍ فائقة!
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تسبيح مسكوني
مزمور 136 - تفسير سفر المزامير - تسبيح محبة الله الحانية
مزمور 92 - تفسير سفر المزامير - مزمور السبت
مزمور 38 - تفسير سفر المزامير - مزمور التوبة الثالث
مزمور 23 (22 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - مزمور الراعي


الساعة الآن 06:03 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024