إعلان الابن هو إعلان العهد الجديد وكما تنبأ الأنبياء عن كل ما يختص بالسيد المسيح تنبأوا أيضا أنه سيؤسس، سيقيم، عهدًا جديد غير العهد الأول الذي قطعه الله مع إبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى، هذا العهد الجديد سيقيمه بصورة مختلفة تمامًا عن العهد الأول، القديم؛ "ها أيام تأتى يقول الرب وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا. ليس كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أمسكتهم بيدهم (155) لأخرجهم من أرض مصر حين نقضوا عهدي فرفضتهم يقول الرب (156)"، "وأقطع عهدًا أبديًا لأني لا أرجع عنهم لأحسن إليهم وأجعل مخافتي في قلوبهم فلا يحيدون على (157)"، "أميلوا آذانكم وهلموا إلى. أسمعوا فتحيا أنفسكم وأقطع لكم عهدًا أبديًا مراحم داود الصادقة (158)". هذا العهد الجديد هو العهد الذي أقامه السيد المسيح بدمه مع شعبه، جماعة المؤمنين، الكنيسة، إسرائيل الجديد، إسرائيل الروحي، وقد قطعه مع تلاميذه، الأسباط الاثني عشر لجماعة الله الجديدة، في العشاء الرباني وأتمه على الصليب بدمه، بدم نفسه وليس بدم تيوس أو عجول كما كان يحدث في العهد القديم "وليس بدم تيوس أو عجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبديًا. لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد فكم بالحرى يكون دم المسيح الذي بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي. لأجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول ينالون وعد الميراث الأبدي (159)"، ويقول الكتاب أنه بعد عشاء الفصح "وفيما هم يأكلون أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال خذوا كلوا. هذا هو جسدي. وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلًا أشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمى الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا (160)". هذا العهد الجديد كما أنه يؤسس على دم المسيح وليس على دم الحيوانات الطاهرة التي كانت تقدم منها الذبائح، فهو مؤسس أيضًا على "قسم" من الله وعلى كون المسيح هو الإله المتجسد ابن الله الحي، الحي دائمًا "أمسًا واليوم وإلى الأبد (161)"، الوسيط الوحيد والشفيع الوحيد "الحي في كل حين" الذي يتوسط بين الله بسبب كونه إله وإنسان في آن واحد ولأنه الحي دائمًا "لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع (162)". لذلك فقد دعى ب "العهد الأعظم"، كما دعى أيضا "بالعهد الأفضل" لأن مواعيده أعظم وأفضل، بل وأسمى: "وأما هذا فبقسم من القائل لهُ اقسم الرب ولن يندم أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق. على قدر ذلك صار يسوع ضامنًا لعهد أفضل … فمن ثم يقدر أن يخلص أيضًا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم (163)"، "ولكنه الآن قد حصل على خدمة أفضل بمقدار ما هو وسيط أيضا لعهد أعظم قد تثبت على مواعيد أفضل. فإنه لو كان الأول بلا عيب لما طلع الثاني (164)"، "لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب. وظلام وزوبعة وهتاف بوق وصوت كلمات استعفى الذين سمعوه من أن تزداد لهم كلمة. لأنهم لم يحتلموا ما أُمر به وأن مست الجبل بهيمة تُرجم أو ترمى بسهم. وكان المنظر كذا مخيفًا حتى قال موسى أنا مرتعب ومرتعد، بل قد أتيتم إلى جبل صهيون وإلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكارًا مكتوبين في السموات وإلى الله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين وإلى وسيط العهد الجديد يسوع وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل (165)".