|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أخنوخ أرضى الله " شهد له بأنّه قد أرضى الله". ومن هو الذي شهد؟ الله. شهد الله لداود بقوله "وجدت داود بن يسّى حسب قلبي". وشهد الله لأيوب بقوله "ليس مثله في الأرض رجل كامل ومستقيم..". وشهد الله لدانيال إذ وضعه في صفّ واحد مع نوح وأيوب (حزقيال 14: 14). وشهد الله لموسى بقوله "لم يقم نبي في إسرائيل مثل موسى". وشهد الله لابنه بقوله "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". وشهد الله كذلك لأخنوخ بأنه حاز رضاه... أيها القارئ العزيز! هذا هو المهم. متى رضي الله فلا تهتمّ إن رضي الناس أم لا... لكن أخنوخ شُهد له من الناس أيضاً. فقد لاحظوا التغيير الذي طرأ على حياته. لاحظوا أقواله وأعماله وتصرّفاته وحركاته. فوجدوا أن "الأشياء العتيقة قد مضت. هوذا الكلّ قد صار جديداً". كيف لا يشهد الناس له وقد رأوه يطرح عنه كلّ خبثٍ وشرّ ورياء وحسد ونميمة! كيف لا يشهد الناس له وقد رأوا أنه خلع الإنسان العتيق وتسربل بالجديد! كيف لا يشهد الناس له وقد رأوه يعيش في الروح ويسلك في الروح ويثمر ثمار الروح التي هي "فرح، سلام، طولا أناة، لطف، صلاح، إيمان، وداعة، نعفف" وأمثال هذه. شهدوا له لأن النور لا يمكن أن يخفى شهدوا له كما شهد فرعون ليوسف وكما شهدت الملكة لدانيال وكم شهدت الجارية لبولس كيف جرى هذا الانقلاب؟ كيف استطاع أن يرضي الله؟ بالإيمان. لأنه "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه…" (عبرانيين 11: 6). آمن أن الله موجود. وآمن أن الله يجازي الذين يطلبونه. فطلب الله ـ فوجد الله. كان الله من نصيبه وفي قلبه وإلى جانبه. وكان الله له رباً وحبيباً وصاحباً. وكان شعاره ما قاله داود "جعلت الربّ أمامي في كلّ حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع". وأرضى الله أيضاً بأمانته. فالأمانة من الإيمان. كان أميناً في خدمته، كان أميناً في استخدام الوزنة التي أعطاه إياها الله. كان أميناً في إضرام الموهبة التي فيه. وما هي تلك الموهبة؟ يُجيب العهد الجديد على هذا السؤال قائلاً إنها موهبة النبوّة. فلقد ذكر يهوذا في رسالته (14 و15) أن أخنوخ تنبّأ قائلاً: "هوذا قد جاء الربّ في ربوات قديسيه ليصنع دينونةً على الجميع فجّارهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلّم بها عليه خطاة فجّار". فلولا يهوذا لما علمنا شيئاً عن موهبة أخنوخ. وكان أميناً في بيته وبين أفراد عائلته. فقد ربّى أخنوخ أولاده تربيةً صالحة في ظلّ مخافة الله. وقد أطال الله بعمر ابنه البكر متوشالح حتى أنه عاش وعاش وعاش لدرجة أن الناس ظنّوه لن يموت. عاش 969 سنة (العمر كلّه) ورأى أحفاده وأحفاد أحفاده، وأحفاد أحفاد أحفاده. وهذا يتّفق مع ما قاله الكتاب: "مخافة الربّ تزيد الأيّام". |
|