|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فإذا رأوه يضطربون من شدة الجزع، ويَذهلون من خلاصٍ لم يكونوا يتوقعونه. [2] مما يزيد من ضيق الأشرار ليس العذابات المُعدة لهم فحسب، وإنما المجد الذي يتمتع به الأبرار، والذي لم يكن في مخيلتهم، فإنهم يذهلون من خلاصهم! لا يستطيع الأشرار أن يتطلعوا إلى الديان حين يرون عينيه لهيب نار، فيخشونه كديانٍ، قائلين للجبال أن تسقط عليهم وللآكام أن تغطيهم، لأنهم صاروا في عريٍ وخزيٍ كما كان الأبوان الأولان في الجنة يستتران بأوراق الشجر. لكن من أين يأتون بالشجر وقد تجردوا من كل شيءٍ حتى الجبال والآكام قد زالت. ومما يزيدهم مرارة أن ذاك الذي يرونه مصدر رعبٍ لهم إذا به يحتضن الأبرار بكونهم الملكة التي تتهلل بملكها السماوي الذي يدخل بها إلى حضن الآب وتستقر فيه أبديًا. كما يتلألأ برّ المسيح وشركة سماته التي لبسها الأبرار كثوب مجدٍ لهم، هكذا في خزيٍ يرتدي الأشرار أفعالهم الرديئة، خاصة تهكمهم على أولاد الله، وسخريتهم بهم، فيدركون حينئذ أنهم قد ارتدوا الغباوة والبطلان والفساد ثيابًا تزيدهم عريًا وفضيحة. حقًا سيُفصل الأبرار الممجدون عن الأشرار الهالكين أبديًا بلا محاباة. |
|