|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أذكر أنني حصلت على أكثر النور إضاءة وقت العبادة لمّا كنت أمضي نصف ساعة كل يوم، طيلة الصوم، ساجدة أمام القربان المقدّس. تسنّى لي آنذاك أن أتعمّق بمعرفة الله ومعرفة ذاتي، ورغم أنني حصلت على موافقة رؤسائي للقيام بهذا العمل فقد لاقيت صعوبات عديدة. فلنعلم أنه ينبغي أن نتسلّح بالصبر ونتأقلم مع الصعوبات الداخلية والخارجية كي نتمكّن من الصلاة والمثابرة فيها. أما الصعوبات الداخلية فهي اليأس، والجفاف وخمول الروح والتجارب، والصعوبات الخارجية هي أحيانًا الحياء البشري. يجب أن نكرّس وقتًا خاصًا على حدة للصلاة. لقد اختبرتُ ذلك شخصيًّا لأنّنا إن لم نلتزم بوقت للصلاة فإننا نهملها فيما بعد بسبب واجباتنا. وتكمن الصعوبة في تدبير الأمور بهذا الشكل. لأنّني كنتُ آتية في التفكير بواجباتي. واختبرت أيضًا هذه الصعوبة: لمّا تصلّي النفس بحرارة وتتركها في خشوع داخلي عميق، تلقى من يعكّر هذا الخشوع، من هنا ضرورة الصبر للمثابرة في الصلاة. لمّا كنتُ ألتحم بالله وأقطف أكثر الثمار وفرة من الصلاة، ويرافقني وجود الله فيّ طيلة النهار، وأتمّم واجباتي بخشوع متزايد وبدقّة أوفر واجتهاد أكبر، في هذا الوقت بالذات كنت أوبّخ بقساوة على إهمال واجباتي ولامبالاتي في كل شيء. لأن النفوس التي تفتقر إلى الخشوع تريد أن يكون الكل مثلها. لأنهم بخشوعهم يصبحون [مصدر] توبيخ ضمير لها متواصل. |
|