|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طبيعة علاقة الجنس البشري بآدم الخطية الأصلية هي التعليم المسيحي عن حقيقة غرق البشرية في الخطايا بسبب سقوط آدم. لا تشير العقيدة في الأساس إلى الخطية التي ارتكبها آدم في ذاتها –أكل الفاكهة المحرمة والتعدي على أمر الله (تكوين 6:3) – بل إلى الحالة الأخلاقية والروحية للبشرية التي نتجت عن تلك الخطية. لنعرف الخطية الأصلية يجب علينا الإجابة على سؤالين، أولهما هو ما إذا كانت الحالة الأخلاقية والروحية للبشرية مرتبطة بآدم في خطيته أم لا. خلال القرن الرابع الميلادي، أكد المهرطق بيلاچيوس (الذي أدانه مجمع أفسس عام 431) أن سقوط آدم في الخطية لم يكن له تأثير مباشر على نسله سوى تقديم مثال سيء. أما بخصوص شخصية الإنسان وعلاقته بالله، شدد بيلاچيوس على أن خطية آدم لم ولن تؤثر على أحد غيره. تقدم الأسباب الكتابية لرفض ما نادى به بيلاچيوس الأساس لعقيدة الخطية الأصلية. أول تلك الأسباب رومية 12:5، حيث يقول بولس “كأنَّما بإنسانٍ واحِدٍ دَخَلَتِ الخَطيَّةُ إلَى العالَمِ، وبالخَطيَّةِ الموتُ، وهكذا اجتازَ الموتُ إلَى جميعِ النّاسِ، إذ أخطأَ الجميعُ.” لم يكن قصد بولس أن جميع الناس قد أخطأوا كآدم وبالتالي يعانون من لعنة الموت، بل أن الجميع يشارك في عواقب خطيته. عندما يقول “إذ أخطأَ الجميعُ”، يشير بولس إلى اتحادنا بآدم في تعدية على وصية الله. يلخص هيرمان باڤينك ذلك في قوله: “آدم أخطأ. وبالتالي، دخلت الخطية والموت إلى العالم وبات لهم السلطان الرئيسي على الجميع.”[1] زيادةً على ذلك، يصف بولس آدم بأنه “مِثالُ الآتي” (رومية 14:5)، أي، المسيح. وقف كل من آدم والمسيح أمام عهد الله كممثلين لشعبهما. قام آدم، كصورة المسيح، بخوض اختبار عهد الأعمال (تكوين 2: 16-17) بالنيابة عن نسله الروحي (الذين سيؤثر عليهم جميعًا فشله)، تمامًا كما تمم المسيح عهد الأعمال بالنيابة عن نسله الروحي (الذين نالوا الخلاص نتيجة طاعته). إن مبدأ التمثيل النيابي للعهد الأساسي ليس فقط للخطية الأصلية ولكن لفهم بر المسيح. يوضح بولس ذلك الارتباط بقوله: “لأنَّهُ إنْ كانَ بخَطيَّةِ واحِدٍ ماتَ الكَثيرونَ، فبالأولَى كثيرًا نِعمَةُ اللهِ، والعَطيَّةُ بالنِّعمَةِ الّتي بالإنسانِ الواحِدِ يَسوعَ المَسيحِ، قد ازدادَتْ للكَثيرينَ!” (رومية 15:5). تقدم عقيدة الخطية الأصلية إجابات لأسئلة مهمة عن الخطية. على سبيل المثال، لماذا تشمل الخطية كل الجنس البشري؟ يكتب جيرهاردوس ڤوس:”تترك النظرية الپيلاجية عالمية الخطيئة غير مفسرة تمامًا،”[2] لأنه إذا لم تجعل خطية آدم كل البشر خطاه، فمن حقنا توقع ألا يخطئ البعض على الأقل. لكن، كما صلى سليمان، ” ليس إنسانٌ لا يُخطِئُ” (ملوك الأول 46:8; انظر أيضًا رومية 23:3). سؤال أخر يقول: هل الخطية مجرد عيب سلبي، ليس له أي قوة في إفساد الإنسان؟ يجيب الكتاب المقدس، على العكس تمامًا، فإن الخطية قوة مميتة تستعبد الخاطئ بالكامل. قال المسيح: “إنَّ كُلَّ مَنْ يَعمَلُ الخَطيَّةَ هو عَبدٌ للخَطيَّةِ.” (يوحنا 34:8). ارتكابك للخطية مرة يعني بوضوح وقوعك تحت سلطان الخطية. لذلك، بجانب تعريف الخطية على أنها تعدي على ناموس الله، يصف الكتاب المقدس الخطية بأنها “الإثم” ذاته (1يو 4:3). يشرح داود ما هو أعمق من ذلك بقوله إنه كان مستعبدًا من سلطان الخطية منذ تصور في رحم أمة: “هأنَذا بالإثمِ صوِّرتُ، وبالخَطيَّةِ حَبِلَتْ بي أُمّي.” لم يكن داود يتهم أمه بسلوك خاطئ في الحبل به، وإنما، كان يعترف بالخطية التي ورثها من لحظة تكونه في بطن أمه. يؤكد ذلك أيضًا مزمور 3:58: “زاغَ الأشرارُ مِنَ الرَّحِمِ. ضَلّوا مِنَ البَطنِ”. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إن الخطية أصابت الجنس البشري |
انتشرت الخطية في الجنس البشري |
الشيطان عدو الجنس البشري |
اجمل ما فى الجنس البشرى |
فساد الجنس البشري وتدهوره |