الأعمال الدفاعية
3- الاعمال الدفاعية
فى اعماله الدفاعية، يلخص يوسابيوس كل الجهود الادبية التي قدمها سابقوه من اجل الدفاع عن الايمان المسيحى، وهو يستعين بأفكار المدافعين اليونانيين بطريقة مدرسية، فيثرى القارئ بالكثير من الحقائق والبراهين التي تدل على معرفة مذهلة بالأدب القديم وبالتاريخ، ومع ذلك نجده يتبع منهجاً واضحاً فيسعى ليقدم نظرة تاريخية اشمل لكل الديانات المشهورة السابقة للمسيحية، معتبراً اياها اعداداً للمسيحية، وقد فٌقدت بعض كتاباته الدفاعية.
1 – مقدمة تمهيدية عامة
2) الإعداد للإنجيل
3) برهان الإنجيل
4) الثيوفانيا
5) ضد بورفيري
6) ضد هيروكلس
7) التفنيد والدفاع
1 – مقدمة تمهيدية عامة General Elementary Introduction
يعد عمل يوسابيوس "مقدمة تمهيدية عامة" للإنجيل هو أقدم أعماله الدفاعية، إذ كتبه قبل تجليسه اسقفاً لقيصرية، ويتكون هذا العمل من عشرة كتب لم يصلنا منها الا الكتب 8،7،6،9 بجانب بعض الشذرات، وهي تحوى مجموعة من النبوات المسيانية في العهد القديم مع تفسير مختصر لها.
2) الإعداد للإنجيلPreparatio Evangelica
تمثل المقدمة التمهيدية العامة دراسات اولية لعمل دفاعى اكبر يقع في جزئين:
1) الاعداد للإنجيل Preparation for the Gospel
2) برهان الإنجيل Proof for the Gospel
ويقع الاول في 15 كتاباً موجودين كلهم في اصلهم اليونانى وهدفه هو تنفيذ ودحض تعدد الألهة الذي يقول به الوثنيون، وأن يظهر تفوق الديانة اليهودية والتي كانت "اعداد للإنجيل"، واراد اسقف قيصرية ان يكون هذا العمل مدخل وتعليم اولى للمؤمنين الجدد من الوثنيين، وفي بداية الكتاب الخامس عشر يقدم المؤلف ملخصاً للعمل كله.
الكتب 1-3:
تتناول اساطير الوثنيين الفاحشة الغريبة، وتهاجم التفسير الرمزى الذي يقدمه الافلاطونيون المحدثون لهذه الاساطير والخرافات.
الكتابان 4-5:
يتناولان المعتقدات ااوثنية في السحر والوحى.
الكتاب 6:
يجيب على هؤلاء الذين يؤمنون بالقدر.
الكتب 7-13:
يمثل مدخل الجزء الثانى الذي يتضمن الكتب السبعة التالية، ويهدف إلى أيضاًح ان المسيحيين قد تبرروا بتركهم ديانة وفلسفة اليونانيين وبقبولهم لأسفار العبرانيين المقدسة، ويشرح ان موسى وأنبياء العهد القديم عاشوا قبل اعظم فلاسفة اليونان بزمان طويل وان هؤلاء الفلاسفة وخاصة أفلاطون استعاروا الكثير من الانبياء.
الكتابان 14، 15:
يكشفان متناقضات المفكرين اليونانيين وتعارضهم مع بعضهم البعض وكذلك الاخطاء الأساسية في عقائدهم.
وفى بداية "الأعداد للإنجيل "يؤكد يوسابيوس على اصالة.
المنهج الذي سيتبعه:
"الهدف الذي وضعناه في أذهاننا هو ان يتم العمل بطريقة ومنهج خاص بنا".(1)
وفى تفنيده للوثنية، يترك الوثنيين يتكلمون عن انفسهم، فيقدم مقتطفات واستشهادات كثيرة وطويلة من كتاباتهم:
"لن اقدم كلماتى، بل كلمات هؤلاء الاشخاص عينهم، الذين كان لهم اعمق اهتمام بعبادة هؤلاء الذين يدعونهم آلهة".(2)
ونجد فقرات كثيرة (3) في هذا العمل تدل على ان ضغط الاضطهاد قد توقف وان السلام قد حل عندما كتب يوسابيوس "الاعداد للإنجيل "، وتلميحه (4) إلى عقاب الدجالين والعرافين الانطاكيين (5) بيد ليسينيوس Licinius يعرف منه ان تاريخ كتابو العمل كان بعد سنة 314 ميلادية.
3) برهان الإنجيل Demostratio Evangelica
بينما يدافع "الاعداد للإنجيل" عن المسيحية ضد الوثنية، يجيب "برهان الإنجيل" -كتكملة للاعداد- على اتهامات اليهود القائلة ان المسيحيين قبلوا اليهود كى يدعوا لأنفسهم البركات الموعودة للشعب المختار بدون ان يقبوا قوانين الشريعة وإلزاماتها.
ويجيب يوسابيوس على هذا الاتهام في 20 كتاباً لم يصلنا منها الا العشرة الأوائل، وقدر معقول من المقتطفات من الكتاب الخامس عشر، وهي تكفى لتوضح ان الكاتب في "برهان الإنجيل" ينتزع العهد القديم من اليهود ويثبت معناه المسكونى وأن الديانة المسيحية هي كمال تحقيقه.
الكتابان 1، 2:
يمثلان المقدمة، ويشرح فيهما يوسابيوس لماذا يقبل المسيحيون اسفار العهد القديم ويرفضون شريعة موسى، ويقول ان الشريعة الموسوية كانت مجرد تدبير يخدم كمرحلة انتقالية بين الآباء بطاركة العهد القديم وبين مجئ السيد له المجد.
وفى الكتاب الثانى، يقدم المؤلف من الانبياء دليلاً كافياً قوياً على ان سقوط الامة اليهودية ومجئ المسيا ودعوة الأمم قد سبقت النبوات واعلنت عنها سلفا.
الكتب 3-10:
تقدم دليلاً نبوياً على ناسوت المسيح (كتاب 3) وعلى لاهوته (ك4) وعلى تجسد المخلص وحياته على الارض (ك6، 7، 8، 9) ويتحدث الكتاب العاشر عن الآمه وموته.
الكتب 11- 20:
وهى الكتب المفقوده، تتحدث في الغالب عن القيامة والصعود والعنصر وتأسيس الكنيسة، والأجزاء التي وصلتنا من الكتاب الخامس عشر تتناول الممالك الاربعة المذكورة في سفر دانيال.
ورغم ان "الاعداد للإنجيل" و"برهان الإنجيل" موجهان ضد الوثنيين واليهود، الا ان هدفهما الفعلى هو الرد على كتاب الفيلسوف بورفيرى Porphyry "ضد المسيحيين"، ويسير اليه يوسابيوس مراراً وتكراراً وفي نفس الوقت يأخذ من هذا الكتاب كلمات الإتهامات الموجهة ضد المسيحية (6)،وهذا المنهج في الرد يذكرنا بعمل اوريجانوس "ضد كلسوس Contra Celsum "ولكن يوسابيوس لا يناقش اتهامات بورفيرى نقطة نقطة كما اوريجانوس السكندرى مع كلسوس، بل يتبع منهجاً مختلفاً فلا يسمح لخصمة ان يجعله يحيد عن ترتيبه المنهجى المنظم للشروحات الكتابية ليدخل في محاورات عقيمة قليلة الاهمية، وقد اثبتت هذه الطريقة نجاحها وتأثيرها مما جعل هذا العمل ليس فقط تجميع وتنسيق للنتائج التي حققها سابقوه، بل غالباً اهم عمل دفاعى في الكنيسة الاولى.
4) الثيوفانيا Theophania
"الثيوفانيا" أو "الاستعلان الالهى" هو آخر اعمال يوسابيوس الدفاعية من حيث الترتيب الزمنى، وموضوعه هو استعلان الله في تجسد الكلمة اللوغوس، ويسرح المؤلف هذه العقيدة ويدافع عنها ضد الاعتراضات الموجهة اليها في خمسة كتب مكتوبة ببلاغة عظيمة.
الكتب 1- 3:
تتحدث عن استعلان اللوغوس في خلق الكون وفي حفظه، وتشرح الحاجة للفداء وتحقيق المسيح له.
الكتاب 4:
يشرح تحقيق نبوات العهد القديم.
الكتاب 5:
يشرح حماقة الظن ان المسيح كان ساحراً وأن تلاميذه كانوا مخادعين.
و الكتب الثلاثة الاولى تعتمد كثيراً على "الاعداد" وعلى "البرهان" ويبدو ان الكتاب الرابع هو اصدار جديد من دراسته عن النبوات التي تحققت في السيد المسيح والتي ذكرها يوسابيوس في كتابه "الإعداد" (7) والكتاب الخامس هو الكتاب الثالث من "برهان الإنجيل" كما اعلن المؤلف نفسه.(8)
والمفهوم السائد في العمل كله عن الكنيسة المنتصرة المزدهرة يثبت انه كتب بعد سنة 323 م. وبعد انفراد قسطنطين بالحكم.
وفيما عدا بضعة أجزاء، لم يتبق شيء من الأصل اليونانى، لكن العمل كله حفظ في ترجمة سريانية، ولابد أن هذه الترجمة تمت في تاريخ مبكر إذ أن المتحف البريطانى في لندن لديه مخطوطة لها بتاريخ فبراير سنة 411 م.
5) ضد بورفيري Against Porphyry
هاجم بورفيرى الفيلسوف الافلاطونى المحدث الشهير المسيحية هجوماً شرساً في خمسة عشر كتاباً بعنوان "ضد المسيحيين" فكتب ابو التاريخ الكنسى تفنيداً لهذا العمل في 25 كتاباً فقدت جميعها، وقد ذكر جيروم (9) وسقراط (10) وفيلوستورجيوس (11) Philostorgius المؤرخون هذا العمل، وقدم جيروم (12) بعض تلميحات عن مضمونه، ويبدو ان الرد كان يدور اساساً التفسير الصحيح لبعض اصحاحات الإنجيل، إذ ان بورفيرى ظن ان هناك اخطاء وتناقضات في الإنجيل في نسب المسيح وفي احداث القيامة.
6) ضد هيروكلس Against Hierocles
قبل كتابه "ضد بورفيرى"، كتب يوسابيوس رداً على هيروكلس حاكم بثينية Bithynia الذي ألف عملاً يقول فيه ان ابولونيوس Apollonius of Tyana اعظم من السيد المسيح، ونص هذا الكتاب الصغير محفوظ في احدى المخطوطات في باريس (13) وهو احد اعمال يوسابيوس الاولى، وكتب في الغالب بين اعوام سنة 311 وسنة 313.
7) التفنيد والدفاع Refutation & Defence
يذكر فوتيوس (14) انه قرأ هذا العمل الذي يتكون من كتابين، وانه كان موجوداً في ايامه في طبعتين، ولكن كلاهما قد فقد، ومن ملاحظات فوتيوس يتضح لنا انه دفاع يرد على الاعتراضات الوثنية على الايمان المسيحي، وهو يرى ان يوسابيوس اجاب على بعض الاسئلة والاتهامات "بطريقة كافية مقنعة وان لم تكن بطريقة كلية".