القديس برنردينوس يجعل الملائكة مخاطبين الله بقولهم نحوه: "فلتصعد أمك أيضاً الى السماء مريم الكلية القداسة التي أنت قدستها حين حبلها بك." فأراد الرب أخيراً أن يسر سكان السماء هؤلاء ويتمم مرغوبات أشواقهم، بأستدعائه أمه الدائمة بتوليتها الى السماء. ولكن أن كان هو عز وجل قد شاء أن يحتفل بأدخال تابوت العهد الى مدينة داود أحتفالاتٍ عظيمةً، كما هو مكتوبٌ في الاصحاح السادس من سفر الملوك الثاني: أن داود وجميع بني أسرائيل، كانوا يصعدون تابوت عهد الرب بتضريب التهليل وصوت البوق. فقد رسم تعالى بأن يحتفل بأعظم من ذلك في صعود تابوته الحي أي والدته المجيدة الى السماء. فالنبي إيليا قد صعد الى السموات بواسطة مركبةٍ ناريةٍ التي (حسبما يبرهن المفسرون) لم تكن شيئاً آخر سوى جوقٍ من الملائكة قد رفعوه عن الأرض مخطتفين إياه الى العلو: ولكن لأجل رفعكِ أنتِ من الأرض الى السماء (يقول نحو هذه السيدة الأنبا روبارتوس) لم يكن كافياً جوقٌ من الملائكة، بل أن ملك الملائكة نفسه قد جاء إليكِ ليرفعكِ الى السماء، مرافقاً من أهل بلاطه السماوي بأسرهم.*