الاحتفال بنوال إكليل البر تمجيداً لحياة شاركت المسيح آلامه وحفظت كلمته وذاقت حلاوة عشرته، تعبُر على النفس رياح الهموم والتجارب والأحزان دون أن تخصم شيئاً من رصيد الفرح المستقر في الأعماق ولا تلمس غير سطح الأمواج التي قد تعلو وتهبط، ولكن الفرح والسلام هناك لا يطالهما شيء.
المقابلة بين خفة ضيقتنا الوقتية وثِقل المجد الأبدي (2كو 4: 17)، تجرِّد التجارب من أشواكها الحادة، وتجعل من دموعنا مجرد متنفس طبيعي لضغوط التجارب، ولكنها مع هذا لن تكون منسية قدَّام الله.
انتظارنا لمجيء الرب في خلاصه الأخير يحوِّل آلامنا وأسقامنا وأحزاننا من أدوات لتكديرنا وسحقنا (كما هي للبعيدين عن الله) لتكون رصيداً لحسابنا نتمجَّد به في اليوم الأخير "إن كنا نتألَّم معه لكي نتمجَّد أيضاً معه" (رو 8: 17)