|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"رويترز": الإخوان في "معركة البقاء".. من قمة السلطة إلى احتجاجات الشوارع
- خبير في شؤون "الإخوان": الجماعة تدرك جيدا أنها لا تستطيع تحدي الجيش وجد الإخوان أنفسهم في مواجهة خصم قديم في معركة من أجل البقاء لكنهم لا يملكون الوقوف في وجه القوات المسلحة المصرية التي أخرجتهم من أروقة الحكم. وبعد أن انتهى بهم الحال إلى الاعتصام بشوارع القاهرة يبدو أن كل ما بوسعهم الآن الحداد على قتلاهم، كان مقتل 51 من أنصار الإخوان أحدث وأكبر لطمة تتلقاها الجماعة التي مازالت تترنح من جراء عزل الرئيس محمد مرسي من منصبه على أيدي قادة القوات المسلحة استجابة لمطالب الجماهير. ورغم أن الدماء المراقة قد تساعد جماعة الإخوان في حشد أنصارها فهي تجد نفسها أمام أسئلة صعبة: كيف ستتعامل مع الانقسامات الداخلية التي يحتمل أن يتمخض عنها فشلها؟ وهل يجب عليها العودة للانخراط في العملية السياسية بما تنطوي عليه من انتخابات؟ وما الذي سيحدث لقياداتها الذين وضعتها سياساتهم في هذا المأزق؟ رد الإخوان على هذه الأسئلة سيحدد جانبا كبيرا مما سيؤول إليه حال مصر التي يعتمد اقتصادها على المساعدات الخارجية ويحرص حلفاؤها ألا تنزلق إلى الفوضى، وبالقرب من مسجد رابعة العدوية شمال شرق القاهرة، حيث يحتمي رجال -كانوا حتى الأسبوع الماضي على رأس وزارات- من الشمس الحارقة، وفي بعض الحالات من الشرطة، سئل جهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان عن الخطوة التالية للجماعة، فقال: "مزيد من الغضب. مزيد من الغضب في قلوب الناس. ومزيد من الأسى". - أكاديمي أمريكي: "الإخوان" الآن أضعف مما كانواويتشكك كثيرون من خارج الجماعة في أن تتحول قيادتها تحولا كاملا عن استراتيجية عدم انتهاج العنف سبيلا التي استقرت عليها منذ عشرات السنين. ومع اهتزاز سلسلة القيادة جراء اعتقال بعض قياداتها وتراجع الروح المعنوية بفعل أسوأ انتكاسة تمر بها الجماعة في تاريخها، فإنها تأمل أن تتمكن من حشد أنصارها حول الدعوة للمقاومة السلبية حتى الموت، لكن الجماعة شهدت انقساما شديدا من قبل حول فكرة السعي لشغل مناصب تنفيذية بل وجادل البعض أن الفوز بالرئاسة مصيدة وضعها في طريقها من أرادوا لها الفشل، ومن المرجح أن يفتح سقوط مرسي باب الجدل من جديد حول استراتيجية الجماعة في الأجل الطويل. وقال خليل العناني، وهو أحد المتخصصين في شؤون الجماعة، إن "الإخوان ليسوا في وضح يتيح لهم التفكير بذهن صاف في المستقبل، وما يفعلونه الآن محاولة أخيرة للحفاظ على التكاتف، فوحدة الإخوان عرضة للخطر"، لكن الرد العسكري ليس خيارا، فقال العناني: "إنهم يدركون جيدا أنه ليس بوسعهم تحدي الجيش المصري، وهم يحاولون فقط فرض مزيد من الضغوط على الجيش". ويشبه الإخوان ما حدث بأشد فصول تاريخها ظلاما بما في ذلك الحملة التي شنها عليها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1954، وهي تقول إن فلول نظام حكم حسني مبارك وراء محاولة القضاء على حكم مرسي، وتخشى الجماعة أن يكون القادم أسوأ كثيرا، فحتى مبارك نفسه لم يصل إلى حد اعتقال مرشد الجماعة سواء الحالي أو السابق. - "الإخوان" تشبه ما تتعرض له الآن لما واجهته في عهد "عبدالناصر"وقال محمد البلتاجي، أحد قيادات الجماعة المطلوبين، إنه من الواضح أن الجماعة أمام أحداث أشبه بما حدث عام 1954، ويسخر البلتاجي من الاتهامات الموجهة إليه بالتحريض على العنف، ويقول البلتاجي: "هذا لن يتوقف عند حد الانقلاب، سيمتد إلى حل الأحزاب والمجتمع المدني وعودة دولة الشرطة والعسكر". وتحدث البلتاجي وراء أربعة خطوط من الحراسة في منطقة الاعتصام، حيث يدير مستشفى ميدانيا جاهزا لاستقبال المصابين، وقال الأسبوع الماضي إنه تفادى اعتقاله بأعجوبة، ويرى في اعتقال قادة الإخوان محاولة لفصل الجماعة عن قاعدتها الشبابية، مضيفا: "هذه محاولة متعمدة لخلق ارتباك ودفع البلاد إلى الفوضي، إنهم يضغطون علينا". وحتى في ساحة الاعتصام نفسها توجد مؤشرات على أن الأمور ليست تحت السيطرة بالكامل، فقد حاول رجال الإخوان منع ملتحين متشددين من توزيع بيان إسلامي يشبه ما يحدث بالمشاكل التي واجهها الرسول في مكة مع اليهود والكفار، وحتى الآن يقول قادة الإخوان إنهم سيستمرون في الشارع حتى تعيد القوات المسلحة مرسي إلى منصبه، ورغم انفصال المطلب عن الواقع فإنه يبدو استراتيجية الجماعة لإدارة الأزمة في الأجل القصير. وفي الأجل الأطول، أمام الإخوان خيارات صعبة مثل خوض الانتخابات للوصول إلى الرئاسة من جديد، ويشير التوجه العملي الذي انتهجته الجماعة في الماضي إلى أنها ستبذل أقصى ما في وسعها من أجل البقاء. وقال جوشوا ستاتشر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة "كنت" الأمريكية: "أظن أنهم سيتراجعون إلى الظل، هم أضعف الآن مما كانوا في أي وقت في ظل نظام مبارك، فلم يكن عند نظام مبارك القدرة أو السلطة لفعل ما يفعله الجيش الآن". الوطن |
|