|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا26 ..فك ختوم السفر بقلم طيب الرحمات طيب الذكر المتنيح : قداسة البابا شنودة الثالث ١١ أكتوبر ٢٠١٤ قال القديس يوحنا الرائي: ونظرت لما فتح الخروف واحدا من الختوم السبعة وسمعت واحدا من الأربعة الحيوانات قائلا كصوت رعد:هلم وانظر..فنظرت وإذا فرس أبيض والجالس عليه معه قوس,وقد أعطي إكليلا وخرج غالبا ولكي يغلب ولما فتح الختم الثاني سمعت الحيوان الثاني قائلا:هلم وانظر فخرج فرس آخر أحمر وللجالس عليه أعطي أن ينزع السلام من الأرض وأن يقطع بعضهم بعضا,وأعطي سيفا عظيما ولما فتح الختم الثالث سمعت الحيوان الثالث قائلا:هلم وانظر فنظرت وإذا فرس أسود والجالس عليه معه ميزان في يده وسمعت صوتا في وسط الأربعة حيوانات قائلا:ثمنية قمح بدينار وثلث ثمنية شعير بدينار وأما الزيت والخمر فلا تضرهما. ولما فتح الختم الرابع سمعت صوت الحيوان الرابع قائلا:هلم وانظر فنظرت وإذا فرس أخضر والجالس عليه اسمه الموت والهاوية تتبعه وأعطيا سلطانا علي ربع الأرض أن يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش الأرضرؤ6:1-8 ما هو السفر المختوم بسبعة ختوم؟ كلمة سفرمعناها كتاب وربما كان درجا أي لغة من لغات البردي مكتوبة من أمام ومن خلف أي أن كلاما كثيرا مكتوبا فيها,وكان هذا السفر مختوما بسبعة ختوم والختوم ترمز إلي السرية ورقم 7يرمز إلي الكمال إذن الختوم السبعة ترمز إلي كمال السرية أي إلي سرية كاملة ,بحيث لم يستطع أحد أن يفك ختومه لا من في السماء ولا علي الأرض,ولا تحت الأرض فعدم المعرفة شملت الجميع حتي أن القديس يوحنا بكي,أما الذي استطاع أن يفك ختوم السفر فهو الأسد الخارج من سبط يهوذا أي السيد المسيح لذلك هللت له كل الطغمات السمائية وسجدت له في خشوع. +++ في فتح الختوم الأربعة الأولي,كان واحد من الحيوانات الأربعة يصرخ عند فتح كل ختم منها,ويصيح قائلا:هلم ,انظر. فالحيوان الأول-الذي هو شبه أسد-صرخ بصوت كأنه الرعد يليق به كأسد ليعلن ماذا نتج عن فتح الختم الأول وإذا فرس أبيض والجالس عليه معه قوس وقد أعطي إكليلا وخرج غالبا ولكي يغلب. وقد اختلف المفسرون في الفرس الأبيض والجالس عليه:هل هو السيد المسيح أم لا؟مقارنين بين هذا الفرس وما ورد في رؤ19:11-16 واضح فيرؤ19أن الجالس علي الفرس الأبيض هو السيد المسيح لأنهمتسربل بثوب مغموس بدم,ويدعي اسمه :كلمة الله كذلك لأنه يدعي أمينا وصادقا وبالعدل يحكم ويحارب وعيناه كلهيب نار وعلي رأسه تيجان كثيرةأما الفرس الأبيض في فتح الختم الأول فلم يرد عنه شيء من هذه الأوصاف كلها..فإلي أي شيء يرمز؟ +++ ربما الأفراس الأربعة في فتح الختوم الأربعة الأولي ترمز إلي أربعة عصور مرت أو تمر علي البشرية. وقد يرمز الفرس الأبيض إلي عصر الآباء الرسل في بدء المسيحية. اللون الأبيض يرمز إلي نقاوة التعليم ونقاوة الإيمان وقداسة السيرة وقيل أن الجالس علي الفرس الأبيضمعه قوسولم يرد أن معه سهاما يضربها فقد دخل الآباء حربا في ذلك الحين يحتملون ولايضربون أحدا ومع ذلك فإن الجالس علي الفرس الأبيض قد أعطي إكليلا.. أنه إكليل البر كما قال القديس بولس الرسول جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي,حفظت الإيمان,وأخيرا قد وضع لي إكليل البر,الذي يهبه لي في ذلك اليوم الديان العادل..2تي 4:8,7 وقد يكون الإكليل في نفس الوقت هو إكليل الجهاد +++ قيل أيضا عن الفرس الأبيض:وخرج غالبا ولكي يغلب علي الرغم من التعرض لاستشهاد مر ولأنواع اضطهادات كثيرة إلا أن العصر الرسولي خرج منها غالبا فاستطاع الآباء بصمودهم وكرازتهم أن يغلبوا مؤمرات اليهود وقسوة الدولة الرومانية ومحاكماتها وسجونها وسيفها. كما أنهم غلبوا أيضا الوثنية السائدة وكل الفلسفات المعاصرة واستمرت غلبتهم ظاهرة من عهد نيرون إلي عهد ديوقلديانوس وما قبل ذلك وتتوجت بإعلان قسطنطين الملك مرسوم ميلان للتسامح الديني سنة 313م. وهكذا صارت المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة الرومانية وخرجت المسيحية غالبة ولكي تغلب فيما بعد أيضا. والسيد المسيح نفسه قال لتلاميذه القديسين في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالميو16:33. +++ قال القديس يوحنا الرائي إنه عند فتح الختم الثاني خرج فرس أحمر وللجالس عليه أعطي أن ينزع السلام من الأرض وأن يقتل بعضهم بعضا. يتحدث القديس يوحنا عن الأيام التاليةعما هو عتيد أن يكونويرمز هذا الفرس إلي الحروب وعمليات القتل التي تشمل الأرض كلها..ولعل بدء الدماء التي سفكت كانت في عصر الاستشهاد حيث حاول الحكام أن ينزعوا السلام من الأرض ولكنهم لم يستطيعوا أن ينزعوا السلام من القلوب فتقبل المسيحيون عصر الاستشهاد بكل فرح.وما أكثر الكتب التي كتبها الآباء وقتذاك بعنوانحث علي الاستشهاد. وفي الاستشهاد المسيحي,كان السلام ينزع من الخارج وليس من الداخل. بل كانت توجد شهوة في القلوب هي شهوة الاستشهاد وكان المؤمنون يذهبون بأنفسهم إلي ساحات الاستشهاد وهم يغنون معلنين إيمانهم. +++ علي أن النبوءة في الكتاب يمكن أن تتحقق في عصور متعددة: فلا يعني الفرس الأحمر حالة الاستشهاد في بدء المسيحية بل أيضا علي مدي العصور وربما يعني أيضا ما حدث من الهراطقة والمبتدعين من محاولة نزع السلام من الأرض ,كما قيل للقديس أثناسيوس الرسولي أثناء الهرطقة الآريوسية-العالم كله ضدك يا أثناسيوس..ونذكر ما لاقاه هذا القديس من نفي واضطهاد,وكذلك مالاقاه القديس ساويرس الأنطاكي من نفي أيام حكم الإمبراطور جستنيان وما لاقاه القديس ديسقورس وغيرهم. كذلك ما يفعله أعداء الإيمان في كل زمان ومكان. سواء بنزع السلام عن طريق الاضطهاد والانقسامات أو عن طريق نشر الشكوك وبلبلة الأفكار ومحاولة زعزعة الإيمان. +++ وربما يرمز الفرس الأحمر إلي ما سوف يحدث في الأيام الأخيرة. حيث يقول السيد الرب:سوف تسمعون بحروب وأخبار حروب..تقوم أمة علي أمة ومملكة علي ممكلة إن كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويضلون كثيرينسيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتي يضلوا لو أمكن المختارين أيضاوقال أيضا لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلي الآن ولن يكون ولو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جسد ولكن لأجل المختارين ستقصر تلك الأياممت24مر13 +++ وقد يرمز الفرس الأحمر إلي أيام الارتداد العام قبل المجيء الثاني حيث يظهر ضد المسيح الذي يعتبر نفسه إلها وفي ذلك قال القديس بولس الرسول بخصوص مجيء المسيح ثانية:إنه لايأتي إن لم يأت الارتداد أولا ويستعلن إنسان الخطية ابن الهلاك,المقاوم والمرتفع علي كل ما يدعي إلها أو معبودا حتي أنه يجلس في هيكل الله كإله مظهرا نفسه أنه إلهالذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم في الهالكين االذي الرب يبيده بنفخة فمه,ويبطله بظهور مجيئه2تس2:3-10 لاشك أن هذا المدعي الألوهية بما يحدثه من ارتداد عام سوف ينزع السلام من الأرض إلي أن يبيده الرب في ظهور مجيئه. +++ يقول القديس الرائي عن هذا الجالس علي الفرس الأحمر: أعطي أن ينزع السلام من الأرض..وأعطي سيفا عظيما إنه سماح من الله للشيطان وأعوانه لأنها فرصتهم الأخيرة في الصراع مع البشرية عالمين أنه لم تبق لهم سوي أيام قليلة يلقي بعدها الشيطان في بحيرة النار والكبريترؤ20:10لذلك يعمل بكل قوة. نعم مخيفة تلك الفترة الخطيرة التي فيهايحل الشيطان من سجنه ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرضرؤ20:8,7,مخيفة تلك الأيام التي قيل فيها عن الوحش أنهأعطي أن يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم وأعطي سلطانا علي كل قبيلة ولسان وأمةرؤ13:7إنها الأيام الأخيرة المرعبة التي يعطي فيها سيفا عظيما لكي يحارب ويقتل ويضل..قبل أن ينتهي. +++ يقول القديس يوحنا الرائي عند فتح الختم الثالث: فنظرت وإذا فرس أسود والجالس عليه معه ميزان في يده.. إنه يمثل أيام المجاعات التي تحل علي الأرض ويقال فيها:ثمنية قمح بدينار وثلث ثماني شعير بديناررؤ6:6أي أنه بالكاد يجد الناس والقمح والشعير أي بالكاد يجدون غذاءهم إنها تذكرنا بنبوءة حزقيال النبي: يأكلون الخبز بالوزن وبالغم ويشربون الماء بالكيل وبالحيرةحز4:11,6. وعبارة بالوزن وبالكيل هنا,تذكرنا بقول الرائي عن الجالس علي هذا الفرسوبيده ميزانرؤ6:5. إنها مجاعات كثيرة حدثت عبر التاريخ في عصور متعددة وبعضها في أعقاب الحروب,أو خلال قحط وستكون هناك مجاعات أيضا في الأيام الأخيرة حسب قول الربوتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكنمت24:7. +++ إذن في أواخر الأيام سوف تحدث كوارث متعددة حروب مجاعات نزع السلام من الأرض ولكن الله وضع أيضا حدودا حسبما قال هناوأما الزيت والخمر فلا تضرهمارؤ6:6 وهذا يذكرنا بقصة أيوب الصديق:ففي كل تجربة من التجربتين كان الله يصنع حدودا للشيطان لايتعداها في ضربتهأي1:12أي2:6ولعل في حفظ الزيت والخمر رمزا معينا. علي أن الكوارث موجودة في كل عصر ولكن حجمها وشدتها وتأثيراتها في الأيام الأخيرة تكون أشد بدرجة كبيرة حسب قول الربلأنه يكون في تلك الأيام ضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة التي خلقها الله إلي الآن ولن يكونمر13:19. +++ يقول القديس يوحنا الرائي عند فتح الختم الرابع: نظرت وإذا فرس أخضر والجالس عليه اسمه الموت والهاوية تتبعه وأعطيا سلطانا علي ربع الأرض أن يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش الأرض. إنه خراب مدمر يشمل مئات الملايين من البشر لأنه إن كان في الصين حاليا أكثر من 1100 مليون,وفي الهند أكثر من700 مليون فربع هاتين الدولتين فقط يكون حوالي نصف مليون فكم بالأكثر يكون ربع الأرض كلها!يبدو أنها ستكون ضربة من ضربات الإفناء والإهلاك وستحدث بواسطة السيف والجوع والموت ووحوش الأرض.. ربما أراد الله بمثل هذه الضربة المخيفة أن يوقظ ضمائر الناس لأن الذين لاتستيقظ ضمائرهم بالضربات البسيطة يمكن أن يوقظهم مثل هذا الهول لكي يتوبوا..الذي ربما تزول فيه بعض الأقطار. +++ هنا أسباب كثيرة للموت:الذين لايموتون في الحروب بالسيف ربما يموتون بالمجاعات أو بوحوش الأرض,أو بالموت الطبيعي… وما أكثر ما نري الآن أسبابا للموت من أمراض يصعب علاجها مع بلاد أخري يموت أهلها بالجوع وبالكوارث الطبيعية.. ويهمنا أن نقف عند عبارةأعطنا سلطاناالتي وردت بالنسبة إلي الموت والهاويةرؤ6:7وعبارةأعطي أن ينزع السلام من الأرض (رؤ6:4) فنري أنه سماح من الله بهذه الضربات ,مما يدل علي غضب الله الذي سيسكب علي الأرض بسبب خطايا سكانها.. |
11 - 10 - 2014, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تأملات في سفر الرؤيا26 ..فك ختوم السفر
ربنا يبارك حياتك
|
||||
|