|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
|
04 - 03 - 2014, 04:26 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
القيامة وأعماقها الروحية القيامة وأعماقها الروحية القيامة لقاء عجيب القيامة هي انتقال عجيب القيامة معجزة متعددة الجوانب القيامة هي باب الأبدية |
||||
04 - 03 - 2014, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
القيامة لقاء عجيب 1- إنها أولًا: لقاء صديقين متحدين: هذان الصديقان عاشا معًا العمر كله، منذ الولادة، بل وقبلها أيضًا، أثناء الحمل في بطن الأم، لم يفترقا لحظة واحدة، وأعني بهما الجسد والروح. كل منهما طبيعة متميزة تمامًا: الجسد طبيعة مادية، والروح طبيعة روحية، اتحدا في طبيعة واحدة هي الطبيعة البشرية، لا تستطيع أن تفصل بينهما فتقول هنا الجسد وهنا الروح، عاشا بهذه الوحدة العجيبة، التي يعبر فيها الجسد عن كل مشاعر الروح: إن فرحت الروح، يبتسم الجسد ويتهلل. وإن حزنت الروح، يظهر حزنها في عينيه.. وبعد عمر وحياة، انفصل الاثنان بالموت. وأخيرًا يلتقيان في القيامة.. بعد غربة طويلة، ويتحدان مرة أخري! تري ما هي مشاعر الروح وهي تلقي بجسدها، شريك العمر، ربما بعد آلاف أو مئات السنين، مثلما تلتقي أرواح آدم ونوح وإبراهيم بأجسادها..!! تلتقي الروح بجسدها، بعد أن رأته يتحول إلي حفنة تراب، ثم يعود، وفي صورة أبهي من الأول، بلا أي عيب، ولا نقص، حتى العيوب التي كانت فيه أثناء ذلك الزمان السحيق.. نعم، يقوم بلا عيب، لأن العيوب لا تتفق مع النعيم الأبدي. وأيضًا يعود وهو أكثر صداقة، فلا يختلف إطلاقًا في الحياة الأخرى مع الروح، إذ يقوم جسدًا روحانيًا.. 2- اللقاء العجيب الثاني في القيامة، هو لقاء شعوب وأجناس التاريخ.إنها قيامة عامة منذ آدم، تجتمع فيها كل الشعوب والأجناس، التي عاشت خلال أجيال وقرون، بكل ملامحها ولغاتها، بكل أبطالها وقادتها. ألعلها تتعارف وتتفاهم؟! نعم، بلا شك. لأنه ستكون للكل لغة واحدة هي لغة الروح، أو لغة الملائكة. حقًا ما أعجب هذا اللقاء! إنه قصة القصص، وحكاية دهور طويلة. وأجمل ما فيه موكب المنتصرين، الذين جاهدوا خلال حياتهم في العالم وغلبوا. انتصروا للحق والقيم. يلتقون ووراء كل منهم رواية روتها الأجيال.. ويعود العالم شعبًا واحدًا كما كان، قبل أن يفترق ويتشتت.. تري كيف سيكون لقاء الشعوب التي كانت متصارعة من قبل؟ أتري تبدو أمامهم تافهة "جدًا"، تلك الأسباب التي دعتهم من قبل إلي الصراع؟! 3- اللقاء الثالث العجيب، هو لقاء البشر والملائكة:وهم طبيعة أخري أسمي من طبيعتنا، ولكن اللقاء بهم هو إحدى متع الأبدية.. 4- وأسمي من هذا كله بما لا يقاس: لقاؤنا مع الله..التقاؤنا به تبارك اسمه-هو النعيم الأبدي، ولا نعيم بدون الله.. هنا ويقف قلمي في صمت خاشع، لأني أمام أمر لا تستطيع الألفاظ أن تعبر عنه لأنه فوق مستوي اللغة في التعبير، وفوق مستوي العقل في التفكير.. القيامة إذن هي لقاء عجيب.. |
||||
04 - 03 - 2014, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
القيامة هي انتقال عجيب 1- هي انتقال من المحدود إلي اللامحدود. انتقال من هذا العمر المحدود بأيام وسنين، إلي حياة غير محدود، بل إلي مجال هو فوق الزمن. أتري هل توجد هناك أرض تدور حول نفسها وحول شمس، وتترجم دوراتها إلي أيام وسنين؟! أم أننا سنرتفع فوق الزمن بدخولنا في عالم آخر جديد..! مقاييس الزمن ستنتهي.. لحظة واحدة في الأبدية، هي أطول وأعمق من حياة الأرض كلها. 2- القيامة أيضًا هي انتقال من المرئيات إلي ما لا يري: هي دخول فيما قال عنه الكتاب "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر علي قلب بشر، ما أعده الله لمحبي إسمه القدوس" (1 كو 2: 9). إنه دخول في عالم الأرواح، والتقاء مع الملائكة، وهم أرواح، تري. مع أفراح لم تعرف من قبل في هذا العالم المادي المرئي. وهنا تكون القيامة سموًا فوق مرتبة ما تدركه الحواس، بارتفاع إلي ما لا تدكه سوي الروح. 3- هي إذن انتقال من عالم الحواس إلي عالم الروح: أو هي اقتناء حواس روحية غير الحواس المادية الحالية، حواس تري الروح والروحيات، وتبهر بها. وهنا أصمت مرة أخري.. هنا نوع من التجلي للطبيعة البشرية. تدرك فيه ما لم تكن من قبل، وتكتسب خواصًا روحية لم تكن تمارسها قبلًا، وتصبح في القيامة في وضع تستطيع به أن تري ما لا يري، أو بعضًا منه، أو تتدرج في الرؤية، منتقلة من شبع روحي، إلي شبع أسمي واسمي، حياة التجلي.. 4- والقيامة هي انتقال من عالم الباطل إلي عالم الحق. من عالم الفناء إلي عالم البقاء. من عالم كل ما فيه يبطل بعد حين، إلي عالم باق ليس فيه بطلان. عالم كل ما فيه حق وثابت،انتهت منه الخطيئة، وأصبح كل ما فيه برًا. وفيه أيضًا ينتقل الإنسان من عشرة إلي عشرة، أنقي وأبقي وأصفي.. وماذا عن القيامة أيضًا؟ |
||||
04 - 03 - 2014, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
القيامة معجزة متعددة الجوانب |
||||
04 - 03 - 2014, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
القيامة هي باب الأبدية لولا القيامة لكان الموت حكمًا بالفناء: والفناء هو أمر مخيف. وهو نهاية مؤلمة تعتبر أقسي مأساة. ولكن الله عندما خلق الإنسان، لم يخلقه للفناء، وإنما للحياة. وإن كان الإنسان قد تعرض للموت بسبب خطيئته، فإن الله رسم له طريق الخلاص. وأقامه من هذا الموت. بل إن الله عندما خلق الإنسان، خلق له شيئًا خالدًا هو الروح. والروح لا تموت بموت الإنسان، بل تبقي حية بطبيعتها. وبهذا يختلف الإنسان عن باقي المخلوقات الأخرى علي الأرض، التي تنتهي حياتها وتبيد. أما الإنسان فإنه بالقيامة يبدأ من جديد حياة أخري لا تنتهي. وهنا تبدو قيمة الإنسان وأفضليته علي غيره من المخلوقات الأرضية. ولأن الروح وحدها، لا تكون إنسانًا كاملًا، لذلك لا بد أن يقوم الجسد ويتحد بها. وهكذا لا تكون الحياة الأبدية لجزء واحد من الإنسان هو الروح، بل تكون للإنسان كله روحًا وجسدًا. فيعود الإنسان كله إلي الحياة. وبهذا تكون القيامة يقظة للإنسان بعد نوم طويل: ونقصد بها يقظة لهذا الجسد، أو للإنسان بمعناه الكامل. أما الروح فهي في يقظة دائمة. إن القيامة هي نهاية للموت. فلا موت بعدها: إنها نهاية لهذا العدو المخيف. لقد انتصر الإنسان علي أعداء كثيرة للبشرية، ما عدا هذا الذي غلب الجميع لأنه كان عقوبة من الله الذي لا راد لحكمه ولكن الله بالقيامة نجي البشرية من هذا العدو، وقضي عليه إلي الأبد. وأصبحنا أمام جسر يفصل بين حياتين: علي أوله الموت، وفي نهايته القيامة. فالموت هو نهاية الحياة الأولي، والقيامة هي بداية الحياة الأخري. والمسافة بينهما هي فترة انتظار، تنتظرها أرواح الذين سبقوا، حتى يكمل أخوتهم علي الأرض جهادهم واختبارهم. علي أن الأبدية التي تقدمها القيامة لابد تسبقها الدينونة. بين القيامة والأبدية يقف يوم الدينونة الرهيب، حيث يقف الجميع أمام الله، ليقدموا حسابًا عن كل ما فعلوه بالجسد، خيرًا كان أم شرًا،يقدمون حسابًا عن كل عمل، وكل فكر، وكل إحساس وشعور، وكل نية نووها، وكل كلمة لفظوها. ويمضي الأبرار إلي النعيم الأبدي، ويمضي الأشرار إلي العذاب الأبدي. لذلك فكما أن القيامة فرح للأبرار، هي أيضًا رعب للملحدين وللأشرار. وحتى بالنسبة إلي الأبرار يعيد الله ترتيب مراكزهم، بحسب أعمالهم. فيعطي كل إنسان مركزًا جديدًا بحسب ما كان له من نقاوة القلب والفكر، وبحسب ما كان له من دقة في تنفيذ وصايا الله، ومن جهاد في نشر الخير ومحبة الإنسان، وأيضًا بحسب ما كان في قلبه من حب لله واشتياق إليه. |
||||
04 - 03 - 2014, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
ضرورة القيامة وإمكانياتها
قيامة الجسد القيامة ممكنة ضرورة القيامة الروح والجسد |
||||
04 - 03 - 2014, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
قيامة الجسد وحينما نتحدث عن القيامة، إنما نقصد قيامة الأجساد من الموت، لأن الأرواح حية بطبيعتها، لا يلحقها موت، وبالتالي ليست في حاجة إلي قيامة. هذه الأجساد التي تعود إلي التراب الذي خلقها الله منه، ستعود مرة أخري إلي الوجود، وتحل فيها الأرواح وتتحد بها، ويقف الجميع أمام الله في يوم القيامة العامة، يوم البعث، لكي يقدموا حسابًا أمام الله عن كل ما فعلوه في الحياة الدنيا، إن خيرًا وإن شرًا. إنه يوم الدينونة الرهيبة، يتلوه المصير الأبدي لكل البشر، إما في النعيم أو العذاب، حسبما يستحق كل إنسان حسب إيمانه وأعماله. |
||||
04 - 03 - 2014, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
القيامة ممكنة وإمكانية القيامة تعتمد ولاشك علي قدرة الله غير المحدودة. فكلنا نؤمن أن الله قادر علي كل شيء، لا حدود لقدرته الإلهية. ومهما كان الأمر يبدو صعبًا أمام الملحدين أو غير المؤمنين، أمام الذين يعتمدون علي الفكر أو العلم وحدهما، فإن الله قادر علي إقامة الأجساد من الموت بلا شك.. إن عملية قيامة الأجساد، أسهل بكثير جدًا من عملية خلقها من قبل.. الله الذي أعطاها نعمة الوجود، هو قادر بلا شك علي إعادة وجودها.. هو الذي خلقها من تراب الأرض، وهو قادر أن تعيدها من تراب الأرض مرة أخري.. بل ما هو أعمق من هذا أن الله خلق الكل من العدم. خلق الأرض وترابها من العدم، ومن تراب الأرض خلق الإنسان. أيهما أصعب إذن: الخلق من عدم، أم إقامة الجسد من التراب؟! فالذي يقدر علي العمل الأصعب، من البديهي أنه يقدر علي العمل الأسهل.. والذي منح الوجود، يقدر بالحري أن يحفظ هذا الوجود. نقول هذا، مهما وضع الملحدون وأنصاف العلماء من عراقيل أمام إمكانية القيامة. وعندما أقول أنصاف العلماء، إنما أبرئ العلماء الكاملين في معرفتهم. فتصف العالم يعرف صعوبة الأمر من الناحية المادية، وفي نفس الأمر يجهل أو يتجاهل النصف الثاني للحقيقة وهو قدرة الله.. نصف الحقيقة أن الجسد قد يمتص الأرض بعض عناصره، ويتحلل جزء منه، وقد يتداخل في أجساد أخري. والنصف الثاني أن المادة لا تفني، فأينما ذهب الجسد، فمكوناته موجودة، ومصيرها إلي الأرض أيضًا.. والله غير المحدود يعرف تمامًا أين توجد عناصر الجسد، ويقدر علي إعادتها مرة أخري، بقدرته اللانهائية، وبخاصة لأنه يريد هذا، ولأنه قد وعد به البشرية علي لسان الأنبياء وفي كتبه المقدسة. وإذن القيامة في جوهرها تعتمد علي الله تبارك إسمه. تعتمد علي إرادته، ومعرفته وقدرته.. فمن جهة الإرادة، هو يريد للإنسان أن يقوم من الموت،وقد وعده بحياة الخلود. وتحدث عن القيامة العامة بصراحة كاملة وبكل وضوح. ومادام الله قد وعد، إذن لا بد أنه ينفذ ما قد وعد به. ومن جهة المعرفة والقدرة. فالله يعرف أين توجد عناصر الأجساد التي تحللت وأين توجد عظامها. ويعرف كيفية إعادة تشكيلها وتركيبها. وهو يقدر علي هذا كله، جل اسمه العظيم، وتعالت قدرته الإلهية. وبكل إيمان نصدق هذا. إن الذي ينكر إمكانية القيامة، هو بالضرورة أيضًا ينكر الخلق من العدم، وينكر قدرة الله أو ينكر وجوده. أما المؤمنون، الذين يؤمنون بالله، ويؤمنون بالمعجزة، ويؤمنون بعملية الخلق، ويؤمنون بالقدرة غير المحدودة للخالق العظيم، فإن موضوع القيامة يبدو أمامهم سهل التصديق إلي أبعد الحدود. |
||||
04 - 03 - 2014, 04:36 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث
ضرورة القيامة وهناك نقطة أساسية في ضرورة القيامة، وفي فهم معني الخلود: إن الله قد وعد الإنسان بالحياة الأبدية ووعده هو للإنسان كله، وليس للروح فقط التي هي جزء من الإنسان. فلو أن الروح فقط أتيح لها الخلود والنعيم الأبدي، إذن لا يمكن أن نقول إن الإنسان كله قد تنعم بالحياة الدائمة، وإنما جزء واحد منه فقط، وهو الروح، إذن لابد بالضرورة أن يقوم الجسد من الموت، وتتحد به الروح، لتكون إنسانًا كاملًا تصير له الحياة الدائمة. ولولا القيامة لكان مصير الجسد البشري كمصير أجساد الحيوانات!! ما هي إذن الميزة التي لهذا الكائن البشري العاقل الناطق، الذي وهبه الله من العلم موهبة التفكير والاختراع والقدرة علي أن يصنع مركبات الفضاء التي توصله إلى القمر، وتدور به حول الأرض، وترجعه إليها سالمًا، وقد جمع معلومات عن أكوان أخري..! هل يعقل أن هذا الإنسان العجيب، الذي سلطه الله نواح من الطبيعة، يؤول جسده إلي مصيره كمصير بهيمة أو حشرة أو بعض الهوام؟! إن العقل لا يمكنه أن يصدق هذا.. إذن قيامة الجسد تتمشي عقليًا مع كرامة الإنسان. الإنسان الذي يتميز عن جميع المخلوقات ذوات الأجساد، والذي يستطيع بما وهبه الله أن يسيطر عليها جميعًا، وأن يقوم لها بواجب الرعاية والاهتمام، إذا أراد. فكرامة جسد هذا المخلوق العاقل لا بد أن تتميز عن مصير باقي أجساد الكائنات غير العاقلة غير الناطقة. كذلك فإن قيامة الأجساد ضرورة تستلزمها عدالة الله. الإنسان مخلوق عاقل ذو إرادة، وبالتالي هو مخلوق مسئول عن أعماله، وسيقف أمام الله، لينال ثوابًا أو عقابًا عما فعل خلال حياته علي هذه الأرض إن خيرًا وإن شرًا،وهذا الجزاء عن عمل الإنسان، هل يعقل أن يقع علي الروح فقط، أم علي الإنسان كله بروحه وجسده؟ إن الروح والجسد اللذين اشتركا في العمل معًا، تقتضي العدالة الإلهية أن يتحملا الجزاء معًا أو يتنعما بالمكافأة معًا. |
||||
|