أقدم علاقة ، وأكثر العلاقات دواما ، هى علاقة الله بالإنسان 00
إنها علاقة أزلية ، حينما كنا فى عقل الله فكرة ، وفى قلبه مسرة 00 وهى علاقة أبدية ، لأنها لا تنتهى
أما العلاقات بالبشر ، فهى علاقات ترتبط بوقت معين من الزمان ، وبمكان معين من الأرض ، وبغرض محدد
وتستمر علاقات الناس إلى الأبد ، إذا اشتركوا معا فى عمل الخير ، وفى إرضاء لله ، واتيح لهم بذلك أن يلتقوا معا فى حضن الله ، فى الأبدية 0000
إذن العلاقة الثابتة الدائمة هى العلاقة بالله 00
وتكون العلاقة بالبشر ثابتة أيضا ودائمة ، إن كان الله طرفا فيها 000 إن ارتبطت هذه العلاقة بوصية من وصايا الله ، أو بإحدى القيم السامية التى وضعها الله كقاعدة للمعاملات بين الناس 0 أما غير هذا ، فزائل 0000
إن كانت العلاقة بالله هكذا ، فينبغى أن توضع فى قمة اهتماماتنا ، ونفضلها على كل شئ ، وعلى كل أحد ، وتفضلها أيضا على الذات ومتطلباتها 000
وإن اصطدمت محبة الله ، بأية محبة أخرى ، تجعل الله قبل الكل ، كما قال بفمه الطاهر : ( من أحب أبا أو أما أكثر منى فلا يستحقنى ) 00
وهكذا لا نحب أحدا من الناس ، ولا نجاهل أو نرضى أحدا من الناس ، على حساب محبتنا لله 0 وكما قال الرسول : ( لو كنت بعد أرضى الناس ، فلست عبدا للمسيح ) ( غل 1 : 10 ) 0حتى ولا الذات فمن أجل الله يكون الإنسان مستعدا أن ينكر نفسه ، وأن يحمل صليبه 00
والذين أحبوا الله من كل القلب والفكر حسب الوصية ، هؤلاء تفرغوا له تماما كالآباء المتوحدين ، الذى كان شعارهم هو ( الانحلال من الكل للارتباط بالواحد )
فليكن اله بالنسبة إلينا ، ليس فقط الأول ، إنما للكل 0 هو الذى سنعيش معه فى الأبدية ، وبمحبتنا له يتقرر مصيرنا ، ويتحدد نوع حياتنا