|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تَمَسَّكَتْ خُطُوَاتِي بِآثارِكَ فَمَا زَلَّتْ قَدَمَايَ. ما هي آثار الله، إلا أعماله مع البشر وفى الطبيعة التي كلها خير وللبنيان، بهذه الآثار أعجب داود، فسار وراء الله ليعمل خيرًا مع كل إنسان حتى الأشرار منهم. نرى في هذه الآية تعلق داود بالله وثقته كإبن في تمسكه بآثار الله، فهو لا يستطيع أن يسير في طريق بدون الله، أي يكون الله قائدًا له ونورًا لسبيله. انقياد داود وراء الله حفظه من الانقياد وراء الشر، وبالتالي لم يتعرض للانزلاق والسقوط في خطايا المحيطين به من الأشرار. تظهر محبة الله في اهتمامه بأولاده الأبرار، إذ يضع علامات على الطريق الروحي المؤدى إلى الملكوت، ليسير أولاده على هداها وهي آثاره. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد (أع 14: 17)، مثل الأبرار والصديقين الذين يعيشون بيننا، وكذلك كل ما يحدث من الأحداث التي تحيط بنا، حتى إساءات الآخرين إلينا قد تكون علامة على الطريق، لنحترس من الانزلاق في الخطية. في الترجمة السبعينية يقول "ثبت خطواتى" بدلا من "تمسكت خطواتى" ويظهر من هذا طلب داود معونة الله التي تثبته في الطريق، فحتى ولو كان الطريق كربًا، ولكنه يستطيع أن يعبره بمعونة الله، بل يكون ثابتا في الطريق الإلهي، لا ينحرف عنه بحيل إبليس. هذه الآية نبوة عن آثار المسيح الذي تجسد وعاش في وسطنا لكي نقتدى به في كل حياته، كما تظهر من الأناجيل الأربعة. |
|