|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
((اللون الأسود)) *كنت أظن أننى سأكون قاسيةً وأنا أتناول هذا اللون، لكن وجدت أن الكتاب المقدس يحمل له جمالاً لاقُبحاً ( لا لأنى أكتب هذه المرة من الأسود ، فصاحب الكتاب ليس عنده محاباة - رو2: 11). * صحيح قد لا نرى فى الطبيعة زهوراً سوداء، لكن نرى فى الكتاب عروساً جميلة رغم أنها سوداء، ونرى عريساً أبرع جمالاً قصصه مسترسلة حالكة كالغراب (أي سوداء). * وهل ننسى قوة، ورقة شخص إسمه عبد ملك الكوشى (وكوش تعنى أسود)، يوم أن أخرج النبى العجوز إرميا من الجُبّ والوحل؟ * بل وهناك العديد، والمفيد، من الدروس ينطق بها هذا اللون؛ منها: 1- هو لون التميز والوضوح وعدم المواربة، والمحاباة... عندما يحط غرابًا بين الطيور البيضاء لا شك أننا نراه بوضوح، فهو لا يتلون. وهكذا «أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس» (1يو3: 10). إن الرب يبغض الشخص غير الواضح، والذى يظهر بلونين وله رأيين. لذلك يقول لأنك «لست بارداً ولا حارً... أنا مزمع أن أتقيّأك من فمى» (رؤ3: 15 ،16). *هؤلاء نجدهم يعرجون بين الفرقتين، فى وسط المرنمين يرنمون، وفى حفلات أهل العالم يغنون ويرقصون، إنهم فى المقدمة دائماً.. هؤلاء يقول لهم الرب: «إغتسلوا، تنقوا، إعزلوا شر أفعالكم من أمام عينيَّ» (إش1: 16). 2- نرى فيه نعمة الله الغنية والمغيرة . تقول العروس فى سفر نشيد الأنشاد: «أنا سوداء» (نش1: 5)، و هكذا نحن جميعاً . *فأمام الرب وفى محضره ينكشف الإنسان، ويدرك حقيقة ذاته، بذلك إعترف النبى فى العهد القديم «ويل لى لأنى هلكت لأنى إنسان نجس الشفتين» (إش6: 5). *وهكذا أقرّ الرسول فى العهد الجديد «اخرج من سفينتى يا رب لأنى رجل خاطئ» (لو5: 8). *إن نعمة الله تحوِّل السوداء كخيام قيدار (معناه ذو الجلد الأسود، وهو احد أبناء إسماعيل) إلى شُقَق سليمان، وهل يوجد أجمل من البيت الذى بناه سليمان، الذى عندما رأته ملكة سَبَا لم تبق فيها روح بعد. (2أخ9: 3،4). *وإن كانت شُقَق سليمان تعنى حجاب الهيكل، الذي هو رمز بديع لناسوت ربنا يسوع المسيح، فنكون بحق أمام الجمال والكمال عينه. *أما الذين يرفضون النعمة، فلا يبقى أمامهم سوى النقمة والضيق، بل وسوف يصرخون «جلودنا اسودت كتنور من جرى نيران الجوع» (مرا5: 10). 3- لون القوة والشباب وعدم التغير: إذا كان شعرنا أسود اللون، فنحن من الشباب ،وإذا ابيضّ شعرنا فنحن من الشيوخ الذين نعتز كثيرًا بهم. *أما حبيبنا فيُوصف بأن: «قصصه مسترسلة حالكة (سوداء)» (نش5: 11)، فى نضارة وقوة الشباب. فهو ليس كإفرايم الذى«رُشّ عليه الشيب وهو لا يعرف» (هو7: 9)، بل هو: القديم الأيام، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل (مى5: 2). *رآه يوحنا كالقاضى يمشى فى وسط المناير الذهبية رأسه وشعره أبيضان (رؤ1: 14)، لكن لا السنون ولا الدهور تؤثِّر على نضارته، «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد» (عب3: 8). *بل «الأرض والسماوات... تبيد، ولكن أنت تبقى، وكلها كثوب تبلى، وكرداء تطويها فتتغير؛ ولكن أنت أنت وسنوك لن تفنى» (عب 1: 10-12). إنه «الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر» (رؤ22: 13). 4- المسيحية لكل العالم* المسيح لا يميّز بين أبيض أو أسود لأنه: «ليس يهودى ولا يونانى، ليس عبد ولا حُر، ليس ذكر ولا أنثى، لأنكم جميعًا واحدٌ فى المسيح يسوع» (غلا3: 28). *إن أول من ضُرب بالبرَص هى مريم أخت موسى لأنها تكلّمت على موسى بسبب المرأه الكوشية التى تزوجها. *ولقد كان اليهود لا يعاملون السامريين، لذلك ضرب المسيح أروع مثل فى محبته لهم فتكلم مع إمرأة سامرية (يو4). وشبّه نفسه بالسامرى الصالح (لو10). *وعندما إتهموه بأنه سامرى وبه شيطان، أجاب أنه ليس به شيطانًا، و لم يقل أنه ليس سامريًا، لئلا يجرح السامريين. 5- إيمان نعم، تفاؤل وتشاؤم لا... لا نعتقد أن إيليا كان يتشاءم من الغراب، بل على العكس كان يستبشر به لأنه كان يحضر له خبزًا ولحمًا صباحًا ومساءً، بل إذا إسودَّت السماء جاء المطر(1مل 18: 45). *وإن نبَت شعر أسود فى المكان المصاب بالبرص يحكم الكاهن بطهارة الأبرص (لا13: 37). * حتى أن «كوش تسرع بيديها إلى الله» (مز68: 31). فالمسيحى لا يتفاءل ولا يتشاءم كالوثنيين، لا بالأرقام، ولا بالألوان، لأننا «بالإيمان نسلك لا بالعيان»، بل يشكر فى كل الظروف وعلى كل شئ. *ونسمعه ينشد ويقول: «نصيبى هو الرب قالت نفسى، من أجل ذلك أرجوه. طيب هو الرب للذين يترجونه، للنفس التى تطلبه» (مرا3: 24 ،25). *إننا نعيش فى عالم مظلم، يشبَّه بشخص أعمى يحاول أن يمسك بقطة سوداء فى غرفة مظلمة. وفى الظلام تتساوى جميع الألوان *لكن أليس قبس من نور؟ أم ليس هناك ضياء؟ بلى، فهاك المسيح النور الحقيقى الذى ينير لكل إنسان. *لقد صرخ إليه بارتيماوس الأعمى فأبصر وكثيرون غيره أتوا إليه فأبصروا. *فهل نأتى نحن أيضًا إليه؟ وأرجو أن لا ننسى هذه الحقيقة: «وهذه هى الدينونة: أن النور قد جاء إلى العالم، وأحب الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة. لأن كل من يعمل السيّآت يبغض النور، ولا يأتى إلى النور لئلا توبَّخ أعماله. وأما من يفعل الحق فيُقبل إلى النور لكى تظهر أعماله أنها بالله معمولة» (3: 19-21). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اللون الابيض فى الكتاب المقدس |
اللون الاحمر فى الكتاب المقدس |
اللون الأصفر فى الكتاب المقدس |
اللون الاخضر في الكتاب المقدس |
روعة اللون الاسود |