|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شمشون في بيت زانية "ثم ذهب شمشون إلى غِزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها، فقيل للغزيين: قد أتى شمشون إلى هنا. فأحاطوا به وكمنوا له الليل كله عند باب المدينة، فهدأوا الليل كله قائلين: عند ضوء الصباح نقتله. فاضطجع شمشون إلى نصف الليل ثم قام في نصف الليل وأخذ مصراعي باب المدينة والقائمتين وقلعهما مع العارضة ووضعهما على كتفه وصعد بها إلى رأس الجبل الذي مقابل حبرون" [1-3]. إذ استطاع شمشون بفك حمار أن يقتل ألف رجل، فكر في الذهاب إلى أكبر مركز للفلسطينيين ألا وهي غزة، فقد وثق أنه يستطيع بروح الرب أن يدخل إليهم ويخرج دون أن يصيبه منهم ضرر. ذهب إلى بيت زانية فسمع أهل غزة، وجاءوا إلى أبواب المدينة يحرسوها طوال الليل حتى متى خرج في الصباح يمسكوه ويقتلوه وقد أخطأ في هذا بلا شك وإن كان رأي القديس أغسطينوس(122) أن هذا التصرف بكل دقائقه يمثل صورة حيَّة لعمل الرب الخلاصي بدخوله إلى الجحيم - بعد الصليب- ليحطم متاريسه واهبًا لمؤمنيه قوة قيامته. ففي رأيه أن شمشون يكون غير طاهر لو أنه ذهب إلى المرأة الزانية بلا هدف سليم، أما إن كان قد ذهب كنبي فقد حمل في شخصه رمزًا للسيد المسيح الذي دخل إلى الجحيم كما بيت الزانية مفتوح للجميع بلا عائق. ويعلل القديس أغسطينوس ذلك بأن الكتاب لم يذكر عن شمشون أنه اتحد مع الزانية وإنما زارها لينام أو يضطجع هناك. لقد انتظره الأعداء عند باب المدينة ليمسكوه عند خروجه. وكأنما قد جلس الحراس عند القبر للامساك بالرب القائم من الأموات، لكنهم لم يقدروا على معاينته. لقد قام في نصف الليل وحمل معه أبواب المدينة إلى الجبل بعدما ترك بيت الزانية. فإن كانت الزانية تُشير إلى المجمع الذي حكم عليه بالموت، فإنه بعد انفصال المجمع عنه قام الرب خفية كما في منتصف الليل نازعًا أبواب المدينة أي محطمًا أبواب الهاوية. لقد نزعها ولم يردها، وكأنه يحمل صورة السيد الذي حطم أبواب الموت. لقد صعد إلى قمة الجبل، ونحن نعلم بالحق أن السيد المسيح قام وصعد إلى السموات. إن كان القديس أغسطينوس قد رأي جانبًا رمزيًا في القصة، لكننا لا ننكر أن كثيرًا من الآباء قد رأوا في تصرف شمشون خطأ... إذ لا يليق به أن يدخل بيت زانية ويضطجع هناك حبًا فيها. يقول القديس أمبروسيوس: [غلب شمشون القوي الشجاع الأسد لكنه لم يستطع أن يغلب هواه. قطع وُثق أعدائه لكنه عجز عن قطع حبال شهوته. أحرق أكداس الظالمين الكثيرين، لكن أحرقه لهيب اللذة الممنوعة التي أوقدتها فيه امرأة واحدة]. والقديس أغسطينوس نفسه لا يبرر تصرفات شمشون، إذ يقول: [عندما حقق شمشون فضائل ومعجزات كان يمثل السيد المسيح رأس الكنيسة، وعندما كان يعمل بحكمة كان صورة للذين يسلكون في الكنيسة بالبر، لكنه عندما كان يُغلب ويسلك بالتهاون فكان يمثل الخطاة في الكنيسة(123)]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أن ارتكاب أية خطية بدون حياء يجعل من الإنسان زانية لها جبهة زانية |
الضعيف انت ساندة |
انا ساندة عليك |
زاوية تأمل... |
نبى الله شمشون يذهب إلى غزة ورأى هناك امرأة زانية فدخل إليها .. قضاة 16عدد 1. |