في أيامنا أصبحت أمور كثيرة تتحقق بسرعة مذهلة، بعض الإنجازات مثل السفر لمسافة طويلة، أصبح ما يمكن تحقيقه في ساعات، كان يحتاج ربما إلى أسابيع من بضع سنين مضت.
التحدي الذي أصبح يواجهنا، هو أن ندّرب أنفسنا، بقدر من الصبر والانتظار والمثابرة، في الأمور التي لا نحصل عليها.
هذه الأمور مثلها مثل النباتات التي تختلف عن بعضها في سرعة نموها، ففي الوقت الذي لا تحتاج فيه شجرة السنط مثلاً، إلا لعام واحد تقريبًا لكي تنمو ويزيد ارتفاعها بحوالي عشرة أمتار، الأمر الذي يجعلها من الأشجار الأسرع نموًا في العالم، تجد شجرة أخرى مثل شجرة الصنوبر، تنمو ببطء شديد ولكنها تواصل نموها لعقود. وكأي نمو، فالنمو الروحي له ملامحه وقوانينه.
لكني أريد أن أتوقف معك فقط عند فكرة النمو بثبات حتى وإن كان ببطء. مما لا شك فيه أن كل ابن لله يبدأ حياته الجديدة، بنمو واضح وملحوظ في مجالات الشركة مع الرب والمؤمنين، والشهادة للرب مثلما كان واضحًا في شاول (أعمال٩)، ومؤمني تسالونيكي الذين ظهر عمل إيمانهم وتعب محبتهم وصبر رجائهم (١تسالونيكي١: ٣)، بعد فترة وجيزة من قبولهم للإنجيل، وهذا دليل على الحياة.