هذه هي الحيلة الرابحة للشيطان، ليقود الإنسان بعيدًا عن الله. وغالبًا ما يعدّ لها شخصًا قوي الشخصية، ذا حجة في الإقناع، يوهم الناس بأنهم مظلومون واعدًا إياهم بالحرية. وكان قورح المستعد، والمُعَدّ لهذه الثورة. لكن الشيء العجيب هو: على من يتمرد؟ وعلى أي شيء؟ يقول لموسى وهارون «كفاكما... ما بالكما ترتفعان على جماعة الرب؟!». موسى الحليم، وهارون الخادم؛ يتهمهما بالكبرياء والتعالي!! والواقع كان هو المتعالي والمتمرد.
وحينما دعاهم موسى ليتكلم معهم، رفضوا ندائه، وأتهموه بالكذب، وبأنه لم يأت بهم إلى الأرض التي تفيض لبنًا وعسلاً (عدد16: 12-14). قال الله مرة لصموئيل «لأنهم لم يرفضوك أنت، بل إياي رفضوا حتى لا أملك عليهم» (1صموئيل8: 7). أ ولم يقل الشعب صراحة لبيلاطس، بخصوص المسيح: «لا نريد أن هذا يملك علينا»، «ليس لنا ملك إلا قيصر»!!
عزيزي.. إنها ضربة قلب الإنسان المتكبر واالمتمرد، يتظاهر بالغيرة على أمور الله، والحقيقة هو رافض لله وترتيبه. فلنتحذر!