إدمان التمتع بالشركة والعشرة مع الله؛ فلو كان معنى الإدمان هو تسلُّط الشيء على كيان الإنسان حتى ينتابه الشعور بأنه لا يستطيع العيش بدونه، فما أحلى أن نُدمن كلمة الله والصلاة. هذا النوع الرائع من المؤمنين، إذا مر عليه يومًا دون أن يقضـي وقتًا مع إلهه، تجده ليس في حالته الطبيعية ويمتلكه شعور بأن شيئًا حيويًا ينقصه، ولا يهدأ أو يستكين إلا بجلوسه بين يدي سيده ليقضي وقتًا في الحديث معه والإستماع إليه. ليتنا ندمن تلك المتعة التـي لا تضاهيها متعة، ونُصر على تلك الجلسة الحبّية والشركة العميقة مع الله؛ حتى يتصور المسيح في حياتنا ونشابه صورته، وحتى يطرح عنا كل إدمان لا يمجده في حياتنا، بل يكون الوقت والحياة له وحده، ويصير الفكر والقلب والسلوك ملكًا له دون سواه.