|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَضَعُوا عَلَيَّ شَرًّا بَدَلَ خَيْرٍ، وَبُغْضًا بَدَلَ حُبِّي [5]. لم يجد المقاومون في المسيح شرًا ليقاوموا شرًا بشرٍ بروح الانتقام. وإنما إذ قدَّم خيرًا ردوه إليه شرًا، لا بروح الانتقام، وإنما بروح الوحشية والعمل الشيطاني. هنا يُمَيِّز القديس أغسطينوس بين الإنسان الذي يرد الشر بالشر وبين القاضي الذي يعاقب الشرير، فإنه لا يرد الشر بالشر، إنما يرد الظلم بالعدالة، والعدالة هي بالتأكيد صالحة. حب العدالة أمر نافع حتى للشرير. * "وضعوا عليّ شرًا بدل خير، وبغضًا بدل حبي" هذا هو جُرْمُهم العظيم. إذ كيف يمكن للمضطهدين أن يضروا من مات بكامل حرية إرادته وليس قهرًا؟ إنما البغضة هي الجريمة الكبرى للمُضطهِد، حتى وإن كان التكفير تحقَّق بإرادة المتألم نفسه. وقد أوضح ذلك بما فيه الكفاية بقوله: "بدل حبي"... وقد أشار إلى هذا الحب في الإنجيل، عندما قال: "كم مرة أرادت أن أجمع أولادك... ولم تريدوا" (مت 23: 37). القديس أغسطينوس * أترون مدى الشر؟ أترون مدى شركته في تدبير المكائد؟ أتنظرون التصميم على الشر؟ هذا بالطبع السبب الدافع للسخط أمام الله، عندما يرتكب المجرمون جرائمهم عن عمدٍ، بطريقة محسوبة وفي باعٍ طويلٍ في الممارسة. إنكم ترون أنه إذا تعثر شخص عندما يُفاجأ بأمرٍ أو يُخدَع يختلف عمن يمارس شرًا ضد آخر غير شرير . القديس يوحنا الذهبي الفم * "وضعوا عليّ شرًا بدل خيرٍ". عندما عُلقتُ على الصليب ترافعت عن الذين كانوا يصلبونني، وهم سخروا مني: "يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام، خَلِّصْ نفسك. ليأت الآن الآب الذي يحبك ويُخَلِّصك" (راجع مت 27: 39-44). من أجلهم قمتُ من بين الأموات، وهم يقولون: جاء تلاميذه ليلًا وسرقوه (مت 28: 13). "وبغضًا بدل حبي" . فكر مليًّا أيها المسيحي... إن كان الرب قد استقبل المتآمر عليه والخائن بقُبْلة، وصلَّى من أجل مضطهديه، فما هو واجبنا نحو إخوتنا؟ القديس جيروم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|