|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
آلام المسيح من يد الإنسان بَدَلَ مَحَبَّتِي يُخَاصِمُونَني، أمَّا أنَا فَصَلاَةٌ ( مزمور 109: 4 ) هذا المزمور هو لسان حال الرب يسوع. ويتحدث فيه عن بُغضة قومه له. فهؤلاء الأردياء ليسوا فقط قاتليه بلا سبب (ع3)، بل هناك سبب ”بسبب محبتي هم خُصومي“. أ ليس هذا ما نفهمه من قول الرب يسوع لليهود الذين تناولوا حجارة ليرجموه .. «أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي. بسبب أي عمل منها ترجمونني» ( يو 10: 32 ). فلم يكن المسيح في موقف الحياد بالنسبة لهم فأبغضوه، بل إن قلبه كان ممتلئًا بالحب من نحوهم فخاصموه. فكيف تصرَّف الرب؟ يقول له المجد: «أما أنا فصلاة». والصلاة هي المتنفس الوحيد للقديس وسط الظروف المعاكسة، كما نرى في عنوان مزمور102 «صلاة لمسكين إذا أعيا، وسكب شكواه قدام الله». هكذا الرب يسوع في ليلة الآلام عندما كانت نفسه حزينة جدًا حتى الموت «تقدم قليلاً وخرّ على وجهه وكان يصلي» «وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض» ( مت 26: 39 دا 6: 10 ). ودانيال أيضًا عندما انفتح عليه فم الشرير وفم الغش (قارن مز109: 2) «ذهب إلى بيته .. وجثا على ركبتيه .. وصلى» (دا6: 10). وهكذا حزقيا الملك أيضًا عندما انفتح عليه فم ربشاقي الشرير رئيس جيش ملك أشور، فإنه صلى إلى الرب قائلاً: «أمِل يا رب أُذنك واسمع. افتح يا رب عينيك وانظر واسمع. فسمع له الرب» (إش37). «كافأوني شرًا بدل خير وبُغضًا بدل حُبي»: اختبر إرميا هذا مرة عندما صلى «اذكر وقوفي أمامك لأتكلم عنهم بالخير»، فبماذا كافأوه؟ «لأنهم حفروا حفرة لنفسي!» فصاح متعجبًا: «هل يُجازى عن خير بشر؟» ( إر 18: 20 ). لكن هذا ما حدث مع المسيح «الذي جال يصنع خيرًا ... قتلوه مُعلِّقين إياه على خشبة» ( أع 10: 38 ، 39). إنه من الصعب علينا أن نحتمل شرًا بدل خير. لذلك فإن المرنم لم يواصل الكلام عن بغضة الأشرار، بل سبقها بالقول: «أما أنا فصلاة». والصلاة تمنحنا القوة الروحية لتتبع الرب في طريق احتمال الشر بدل الخير. وهكذا في مزمور 38: 20 «المُجازون عن الخير بشر يقاومونني لأجل اتباعي الصلاح. لا تتركني يا رب. يا إلهي لا تبعد عني. أسرع إلى معونتي. أسرع إلى معونتي يا رب يا خلاصي». |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|