|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ميزات الإرسالية للرُسُل: لم يكتفِ يسوع بتقديم توصيات لرسله بخصوص إرساليتهم فحسب، إنَّما كشف لهم أيضا ميزات الإرسالية واهمها: المجانية، والشمولية، والحسم: (أ) إرسالية مجانية: مبادرة الإرسالية هي الله، فلا بد تعالى أن يرسل عملة لحَصَاده. ويسوع هو الذي أطلق المبادرة، لانَّ أحشاءه تحرّكت أمام شقاء الناس. والمُرسل يتم ّ اختياره مجانًا، لا بسبب استحقاقاته. أخذ كل شيء مجانًا، فمجانًا عليه أن يعطي ما أخذه. والمجانيّة طريقة حياة الملكوت. والمُرسَل لا يملك شيئا على مثال سيِّده، لا أمن له سوى سلطة مُعلمه هي التي يُعبَّر عنها خلال أقواله وأفعاله، وبأن الآب هو الذي يسهر عليه، وان روحه هو الذي يلهمه. وتعني كلمة مستحق هنا أن الإنسان هو كله تقبُّل لعطية الله هذه. لا وجود ولا مصير للمُرسَل إلا وجود سيّده ومصيره، ولا بدّ أن يتألم ويناقَض، كما تألم ونُوقض سيُّده. ينبغي ألاّ ينخدع المُرسَل بخصوص المَصير الذي ينتظرهم: "ما كانَ الخادِمُ أَعظِمَ مِن سَيِّدهِ ولا كانَ الرَّسولُ أَعظَمَ مِن مُرسِلِه" (يوحنا 13: 16)، وكما عامل العالم السيد، هكذا سيعامل عبيده (متى 10: 24-25). ويرسل يسوع مرسَليه "كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب" (متى 10: 16). إنه يعلم أن "الجيل الفاسد" سوف يضطهد مَن يُرسلهم وسوف يسلمهم إلى الموت "مِنْ أَجْلِ ذلك هاءَنَذا أُرسِلُ إِلَيْكُم أَنبِياءَ وحُكَماءَ وكَتَبَة، فَبَعضَهم تَقتُلونَ وتصلِبون، وبَعضَهم في مَجامِعِكم تَجلِدون ومن مَدينَةٍ إِلى مَدينَةٍ تُطارِدون" (متى 23: 34). (ب) إرسالية شاملة: أوصى يسوع رسَله الاثني عَشَر: "لا تَسلُكوا طَريقاً إِلى الوثَنِيِّين ولا تَدخُلوا مَدينةً لِلسَّامرِيِّين، بَلِ اذهَبوا إِلى الخِرافِ الضَّالَّةِ من بَيتِ إِسرائيل" (متى 10: 5-6). يظهر يسوع هنا بمظهر مسيح شعبه. وإذا اعترف به هذا الشعب، عاد فأصبح وسيلة تُمكِّن جميع الشعوب من لقاء الله. لا شك أن عبارة "لا تَسلُكوا طَريقاً إِلى الوثَنِيِّين ولا تَدخُلوا مَدينةً لِلسَّامرِيِّين" تعني مكان جغرافي لكن خدمة يسوع الرَّسوليَّة في طرق إسرائيل تبقى مثالا لكل خدمة رسوليّة. في الزمن الذي كتب فيه متى إنجيله، أعاد المسيحيُّون تفسير كلمة إسرائيل بمعنى جديد. كان لهذه الكلمة معنى جغرافي أو عرقي، لكنها اتخذت معنى لاهوتيًا، فدلَّت على جميع الذين يرون أو سيرون في يسوع إتمام مشيئة الله الخلاصية. فإسرائيل الحقيقي هو جماعة المؤمنين، سواء جاؤوا من الدين اليهودي أم من الوثنية. فالرسالة هي شاملة، لان يسوع سلَّم كامل سلطانه إلى الاثني عَشَر، ومن خلالهم إلى التلاميذ في المستقبل. وان التلاميذ " لن ينهوا التجوال في مدن إسرائيل قبل نهاية العالم، كما تنبأ يسوع "الحَقَّ أَقولُ لكم: لن تُنُهوا التَّجْوالَ في مُدُنِ إِسرائيل حتَّى يأتيَ ابنُ الإِنسان (متى 10: 23). (ج) إرسالية حاسمة المعاملة التي يعاملون بها المرسلون سوف تعود على يسوع المسيح نفسه، وبالتالي على الآب السماوي، كما جاء في تعليم يسوع: "مَن سَمِعَ إِلَيكُم سَمِعَ إِليَّ. ومَـــن أَعرَضَ عَنكم أَعرَضَ عَنِّي، ومَن أَعــــرَضَ عَنِّي أعرَضَ عَنِ الَّذي أَرسَلَني" (لوقا 10: 16)، "ومَن قَبِلَ الَّذي أُرسِلُه قَبِلَني أَنا، ومَن قَبِلَني قبِلَ الَّذي أَرسَلَني" (يوحنا 13: 20). يظهر يسوع بمظهر حضور المَلَكوت الذي على الإنسان أن يكون له أو عليه. هذا الاختيار الحاسم، يجب على التلميذ، وعلى كل مؤمن مرُسَل، أن يقوم به أولا، ثم يُبشر الآخرين على القيام به بحضوره وعمله. ولم يعتمد المرسلون والمبشّرون بالإنجيل على قواهم البشرية وحدها للقيام بهذه المهمة الإرسالية، وإنما يؤدّون مهمتهم بقوة الروح القدس. وقد أوضح يسوع دور الروح القدس بقوله " المُؤَيِّد، الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم. "(يوحنا 14: 26) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الإرسالية الخاصة |
مبادرة الإرسالية هي الله |
توصيات الإرسالية للرُسُل |
الخادم كوكيل يعمل لحساب موكله لا لحساب نفسه |
ما هي الإرسالية العظمى؟ |