سلمها لنا رئيس الكهنة العظيم شخص ربنا يسوع المسيح وسيط العهد الجديد الذي باستحقاق ذاته دخل للأقداس العُليا بجسم بشريتنا التي اتخذه لنفسه حسب التدبير ليجلِّسنا معهُ في السماوات ، وهذه الطريقة عادةً تُمارس بشكل آلي عند الكثيرين، حتى أصبحت مُجرد شكل وعادة روتينية متكررة، ففقدت معناها من جهة تذوقها كخبرة، لذلك أصبحت صلاتهم بلا مذاقاً روحياً يؤصلهم في الحق ويثبت خُطاهم في طريق البرّ حسب التدبير الخلاصي المُعلن في الإنجيل، فصارت الصلاة لا تأتي بثمارها الطبيعية، لأنها لا تجعل الإنسان يصل لعرش الرحمة لينال نعمة عوناً في حينه، فيفرح ويشبع، وبالبرّ يُعاين نور وجه الله الحي، فيتطبع بالطبع السماوي ويحيا كما يحق لإنجيل مسيح القيامة والحياة؛ وبذلك تكون الصلاة الشخصية أو حتى العامة ميتة بلا أثر واضح على النفس من جهة التغيير، لأنه ينقصها وعي الإيمان الحي العامل بالمحبة ليتم إدراك سرّ التدبير الإلهي ومعرفة إرادة الله حسب مسرته .
==========