|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أجاب دانيال وقال: كنت أرى في رؤياي ليلًا، وإذا بأربع رياح السماء هجمت على البحر الكبير" [2]. رياح السماء الأربع: تُشير إلى وكالات الله الخفية العاملة. هذا وتُشير الريح إلى الروح القدس الذي يعمل في الخفاء (يو 3: 8)، إذ "ريح" و"روح" في العبرية كما في اليونانية كلمة واحدة. وكأن ما يراه النبي هنا صادر من السماء بسماحٍ إلهيٍّ، حيث يعمل روح الله لحساب ملكوته السماوي حتى وإن بدت الأحداث مُرّة أو مقاومة لعمل الله. * أظن أن الأربع رياح السماء هي قوات ملائكية عُهدت إليها الرئاسات، وذلك في توافق مع ما جاء في سفر التثنية: "حين قسَّم العليّ للأمم، حين فرق بني آدم نصب تُخومًا لشعوب حسب عدد الملائكة؛ إن قسم الرب هو شعبه؛ يعقوب حَبْلُ نصيبه (ميراثه)" (تث 32: 8LXX ). لكن البحر يعني هذا العالم والزمن الحاضر، وقد غطّته الأمواج المالحة المُرّة، وذلك كتفسير الرب عن الشبكة المُلقاة في البحر (مت 13). هكذا أيضًا يُوصف ملك كل الخلائق القاطنة في المياه كتنِّينٍ، تُضرب رؤوسه في البحر كقول داود (مز 73). ونقرأ في عاموس: "وإن اختفى في قعر البحر فمن هناك آمر التنِّين فيعُضه" (عا 9: 3 LXX)... أما عن الرياح الأربع التي تهب على البحر العظيم، فتُدعى "رياح السماء" لأن كل ملاك يمارس في حدود اختصاصه ما هو ملتزم به . القديس جيروم ولعله يقصد برياح السماء الأربع أن ما سيحدث بخصوص الإمبراطوريات الأربع إنما هو في مهب الريح، لا تحمل الممالك استقرارًا، وليس في يد إنسان أن يُغيِّر الأحداث التي يعلنها الله له. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|