|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"إن أتاك سارقون أو لصوص ليل، كيف هلكت؟ أفلا يسرقون حاجتهم؟ إن أتاك قاطفون أفلا يبقون خصاصة؟! كيف فتش عيسو وفحصت مخابئه؟! [5-6]. إذ يسكنون في مغاير الصخور عرفوا أيضًا بكثرة اللصوص، فاللص يدخل إلى المخابئ ليسرق حاجته التي يشتهيها، أي كل ما هو ثمين. إنه يدخل ليلًا وأنتم نيام لينالوا ما يطلبونه. وإن جاءهم قاطفو العنب فإنهم لا يتركون الكروم إلا وبها القليل للغاية من الحصاد، الذي هو نفاية. هذا ما يفعله اللصوص والقاطفون، فهل يصعب على الخالق أن يدخل مخابئ عيسو (أدوم) ويفحص أعماقها ويسحب ما يريده لمحاكمته؟! الآن بعد أن أعلن له غباوة فهمه إذ كبرياؤه يحطمه ولا ينقذه ومرتفعاته تحدره ولا تسنده، الآن يتحدث عمن يتكل عليهم: الحلفاء والحكماء. أولًا: من جهة حلفائه الذي دخل معه في عهد، وأكل خبزه وسالمه، هو بعينه يكون شاهدًا ضده عند المحاكمة. لقد أثارته بابل على بغض أخيه ونهبه، وتصير هي شاهدة ضده بعد أن نصبت له شركًا تحته. يقول له الرب: "طردك إلى التُخُم كل معاهديك. خدعك وغلب عليك مسالموك. أهل خبزك وضعوا شركًا تحتك. لا فهم فيه" [7]. كأنه يقول له: كنت غبيًا فقد اتكلت لا على من يُخلصك بل من يُحطمك... هكذا يفعل الأصدقاء الأشرار بالإنسان، فيما هم يلاطفونه، ويشاركونه الولائم والتدابير الشريرة ينقلبون عليه ويحطمونه. ثانيًا: لقد عرف أدوم بحكمائه وفهمائه، فمنهم أليفاز التيماني (أي 2: 11) من تيمان على بعد 5 أميال شرق بترا بأدوم، لكن الله يُبيد هؤلاء الحكماء من أدوم: "ألاَّ أُبيد في ذلك اليوم يقول الرب الحكماء من أدوم، والفهم من جبل عيسو؟! فيرتاع أبطالك يا تيمان لكي ينقرض كل واحد من جبل عيسو بالقتل؟!" [8-9]. ليس فقط أذله بسحب أصدقائه من موقف المدافعين إلى موقف ناصبي الشرك تحته والشهود ضده، وإنما يحرمه حتى من حكمائه الذين من أدوم، فإن الذي له يعطي فيزداد والذي ليس له فما عنده يؤخذ منه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عوبيديا النبي | ليدينوا (يحكموا) جبل عيسو |
عوبيديا النبي | استدعى الرب أدوم من كبريائه |
عوبيديا النبي | ظن أدوم أنه فوق كل محاكمة |
عوبيديا النبي | سكن أدوم على الجبال الوعرة |
عوبيديا النبي | كبرياء أدوم |